الديار: الهجرة غير الشرعيّة عبر البحر ناشطة... والجيش يُنقذ 51 مُهاجراً
دموع الأسمرانقذت القوات البحرية في الجيش اللبناني ليل امس ٥١ شخصا، ٤٩ سوريا وفلسطينيان اثنان، معظمهم نساء واطفال اضافة الى الرجال، وذلك اثر غرق مركبهم على بعد عدة اميال ، عقب مغادرتهم من شاطيء عكار بصورة غير شرعية باتجاه قبرص.
واعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه في بيان لها انه: "لدى توافر معلومات عن تعرّض مركب للغرق قبالة شاطىء طرابلس أثناء استخدامه لتهريب أشخاص بطريقة غير شرعية، تمكنت أمس دورية من القوات البحرية في الجيش من إنقاذ ٥١ شخصًا كانوا على متنه، بينهم فلسطينيّان و49 سوريًّا.
وقد عمل الجيش على مساعفتهم بمساعدة فريق من الصليب الأحمر اللبناني".
ليست الحادثة الاولى خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، فقد تفاقمت عمليات الهجرة غير الشرعية من الشواطيء الشمالية، وجل المهاجرين من جنسيات سورية دخلوا خلسة لبنان بهدف المغادرة الى دول اوروبا، وتزداد عمليات الهجرة رغم المخاطر والكوارث التي تحدث للمهاجرين بقوارب، التي باتت تعرف بقوارب الموت، لمخاطرها الجسيمة في عرض البحار، رغم كل الجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني وباقي الاجهزة الامنية التي تلاحق تجار البشر. وقد اوقف الجيش اللبناني رؤوسا هامة في عكار وطرابلس، ممن يعملون في تجارة الهجرة غير الشرعية في اطار مكافحة هذه الهجرة.
قد تكون الهجرة غير الشرعية هدفا اساسيا للنازحين السوريين الذين يتسللون الى الداخل اللبناني خلسة، لكن لا يقتصر الامر عليهم، فهناك عائلات لبنانية وفلسطينية تحاول جاهدة المغامرة بارواحها وارواح اطفالها للهجرة عبر البحر نحو دول اوروبا، بحثا عن حياة آمنة يجدون فيها الامان والاستقرار والحياة الكريمة، بعد أن فقدوا في لبنان كل مقومات الحياة الكريمة، وبعد يأس اصابهم جراء الانهيار المالي والمعيشي والاقتصادي، وقد سدت في وجوههم كل سبل العيش الكريم.
ولعل طرابلس ومناطق الشمال، من اكثر المناطق التي تشهد محاولات الهجرة غير الشرعية نتيجة الفقر والجوع والحرمان، وانعدام فرص العمل وموارد الرزق. ولوحظ ان الكثير من العائلات تعمد على بيع ممتلكاتها من سيارة او اثاث منزل او ذهب لتأمين اجور الهجرة، التى تصل الى عشرة آلاف دولار حسب عدد افراد العائلة، ولا تزال المحاولات ناشطة في العديد من بلدات وقرى الشمال من طرابلس الى عكار والمنية والضنية، حيث موارد الرزق منعدمة جدا، ولم يبق لهذه العائلات سوى الهجرة بحثا عن حياة جديدة في اوروبا ..
كما لوحظ ان اعداد السوريين الذين يتسللون الى لبنان كبلد عبور الى اوروبا عبر البحر، يقعون ضحية تجار البشر الذين يقبضون مبالغ باهظة منهم، ومن ثم يتخلون عنهم في عرض البحر يواجهون مصيرهم وقدرهم المحتوم في الغرق.
ومؤخرا، رفع الجيش اللبناني والاجهزة الامنية من مستوى الاستنفار على الشواطىء الشمالية لمكافحة عمليات تهريب البشر والحؤول دون وقوع كوارث بشرية، لا سيما وان القوارب المستخدمة في التهريب غير صالحة لخوض غمار البحر بحمولة تتجاوز قدرة هذه القوارب بكثير ، لان هاجس المهربين فقط جني الثروات، باستغلال المهاجرين الراغبين بالانتقال الى اوروبا، هربا من الجوع والفقر ومن الحياة التعيسة التي وصلوا اليها.