متى سيقر العدو بحجم خسائره الباهظة؟
مرسال الترسيُجمع المراقبون على أن عملية "طوفان الأقصى" قد أوصلت الكيان الصهيوني الى حافة الهاوية مهما حاول قادته "تغطية السماوات بالقبوات"! فإثر وقت ليس ببعيد سيضطرون الى كشف الحقائق أمام الرأي العام (ولاسيما على صعيد خسائره البشرية) الذي بات على قناعة تامة بأنهم يجهدون لتمويه الوقائع وطمس الأرقام التي ستُظهر نفسها إما في المقابر أو المستشفيات أو دور الإعاقة.
فالفلسطينيين لن يتوقفوا عند حجم الخسائر التي لحقت بهم "على طريق القدس" منذ سبعة عقود ونصف إبتداءً من إغتصاب أرضهم عام 1948 وصولاً إلى الحرب على غزة مروراً بالمجازر التي لا يمكن أن تُنتسى من شوارع دير ياسين إلى زواريب مخيم جباليا.
وإن السبعة عشر ألف شهيد الذين أحصوهم خلال الشهرين الماضيين في قطاع غزة لم يكونوا سوى رأس جبل الجليد من الشهداء والمفقودين والجرحى والمعوقين.
فخلال السبعين يوماً الماضية من المواجهات المباشرة (والتفجيرات التي تطال آلياته العسكرية الموثقة بالفيديو) لم تعترف سلطات الكيان سوى بمئة وعشرة جنود في عداد القتلى، وإذ بها منتصف الأسبوع الحالي تتحدث بشكل مفاجئ عن مقتل 20 جندياً بنيران صديقة وحوادث عسكرية! فهل هذا الرقم هو تمهيد لبداية طرح الأرقام الحقيقية بعد أن تمادت الصحافة في تخطي الرقابة؟
وبالتالي فهي لم تعد قادرة على إخفاء الحقائق إلى ما لا نهاية في ظل تضارب فاضح بين الروايات الرسمية ووسائل الإعلام!
فالرقابة العسكرية فرضت على صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية تعديل الرقم الذي كشفته عن عدد الجرحى من خمسة الآف إلى ألفين وأن أكثر من 58% منهم يعانون إصابات خطيرة في اليدين والقدمين، بما فيها تلك التي تتطلب عمليات بتر أطراف.
فيما كانت صحيفة زميلتها "هآرتس" تقارن بين الأعداد الحقيقية في المستشفيات والمعلنة من قبل السلطات.
في حين كانت الفضيحة الكبرى لدى إحدى المستشفيات (سوركا) في منطقة بئر السبع البعيدة عن قطاع غزة والتي قدمت وحدها العلاج لأكثر من ألفي جندي خلال الشهرين الماضيين، بينما نقلت بعض وسائل الإعلام عن مسؤول أحد المقابر بأن كل ساعة في اليوم يُسجل فيها دفن أحد الجنود.
تشير الإحصاءات الرسمية إلى أنه في حرب 1967 بين العرب وإسرائيل والتي شاركت فيها عدة جيوش والتي لم تدم سوى بضعة أيام، خسرت إسرائيل فيها مئة وعشرة جنود.
فهل يُعقل أن الرقم نفسه قد سُجّل عبر مواجهات مباشرة والعديد منها من النقطة صفر خلال شهرين كاملين من الزمن؟ والأكيد أن الأرقام الحقيقية ستصدم الرأي العام في دولة الإحتلال، وقد تقلب الأمور رأساً على عقب.