بين "فيتو" اميركا و"حانوكا" فرنسا من يبيد الفلسطينيين؟
مرسال الترساستناداً الى الوقائع الميدانية المتدحرجة منذ شهرين ونيف، ثَبُت بالدليل القاطع أنه ليس الاسرائيليين وحدهم هم الذين يعملون على إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة (وربما لاحقاً في الضفة الغربية) وإنما هم أيضاً شركاؤهم في الغرب ابتداء من الولايات المتحدة الأميركية مروراً بفرنسا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية وصولاً الى العديد من العواصم الغربية.
فبينما الحرب بكل وسائلها المدمرة تستبيح غزة منذ شهرين، توقف معظم الرأي العام العالمي الذي مثلته سبعٌ وتسعون دولة، مصدوماً منتصف الأسبوع الفائت عند إتخاذ واشنطن حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي بوجه قرارٍ أعدته دولة الإمارات العربية المتحدة رئيسة الدورة الحالية في الأمم المتحدة وامتنعت بريطانيا عن التصويت.
أضف الى ذلك تخصيص الكونغرس الأميركي والإدارة في واشنطن عشرات مليارات الدولارات ثمن الآف الأطنان من الاسلحة الفتاكة لتزوّيد جيش الاحتلال بها في حربه على أبناء الأرض.
ناهيك بارسال حاملات الطائرات والغواصات والمدمرات لتقديم كل عون مطلوب.
على خط مواز لم تتوان بريطانيا وفرنسا والمانيا عن إرسال السفن من أجل الدفاع عن الكيان اليهودي، مضافاً إليها الدعم غير المنظور من العديد من الدول الغربية وبطرق وأساليب شتى.
في حين كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحتفل بأحد الأعياد اليهودية الذي يُدعى "الحانوكا" أي عيد الأنوار داخل قصر الاليزيه، حيث بدا الرئيس مبتهجاً وكأنه “صاحب العيد".
في حين أن دولته ترفع لواء العلمانية.
وأن القضاء الفرنسي قد أمر بإزالة مجسم لـ”مغارة ميلاد السيد المسيح” من الفناء الرئيسي لمبنى بلدية “بيزييه” احتراماً لمبدأ علمانية المرافق العامة الذي يحظّر وجود الرموز الدينية من أي نوع كان.
(فهل ما هو ممنوع في بلدية مسموح في القصر الرئاسي، أم أن هناك في عقله ما يدفعه الى محاباة تلك الطائفة ومن ورائها اسرائيل؟) في حين لم يشهد أي مرفق عام على الاراضي الفرنسية على أي احتفال لأعياد المسيحيين أو المسلمين أو سواهم.
إزاء كل هذه الوقائع الملموسة كان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان صادقاً مع نفسه حين أعلن ان يخالف الادارة الأميركية تجاه قرار "الفيتو" وكانت وزارة الخارجية الإيرانية متجانسة جداً مع نفسها حين رأت أن اميركا هي اللاعب الرئيسي في قتل الفلسطينيين.
وحين يتحد الفلسطينيون بكامل أفرقائهم ومنظماتهم ومعهم جامعة الدول العربية وجميع أعضائها على مواجهة الوضع المستجد وقبل أن يتفاقم، يصبح لكل حادث حديث.