الفلسطينيون سيحققون أحلامهم.. وعِبَر التاريخ كثيرة!
مرسال الترستنتهي اليوم هدنة الأربعة أيام "الانسانية" التي تم خلالها التبادل بين خمسين من الأسرى لدى حركة "حماس" مقابل مئة وخمسين من المعتقلين لدى العدو الاسرائيلي، ولكن العديد من توقعات المراقبين تشير الى أن هذه الهدنة سيتم تمديدها لأن الكيان اليهودي في ورطة حقيقية نتيجة الحرب التي تعتبر خسارة مدوية في المفهوم العسكري العام.
فليس من يهدّم الحجر ويقتل البشر هو الذي يخرج منتصراً من المعركة!
وإذا كانت بعض دول الغرب قد غضت الطرف عما قامت به الحكومة المصغرة من فظائع خلال ايام الحرب واستهدفت المستشفيات ودور العبادة والمباني السكنية فلأن العديد من حكام تلك الدول قد مارسوا ذلك النمط من الفظاعات فالاستعمار الإيطالي قصف في العام 1911 المستشفيات ومراكز الخدمات الطبية في ليبيا بحجة أنها تأوي رجال المقاومة، وكذلك فعل الفرنسيون في فييتنام في ستينات القرن الماضي، وبعدهم الأميركيون مما دفع المقاومة الفيتنامية الى بناء مستشفيات ومراكز طبية تحت الأرض.
وأعاد الأميركيون الكرّة في افغانستان عام 2016 حيث استهدفوا أكثر من مئة وعشرين مؤسسة صحية.
وقد صاغ الغربيون هذا المفهوم خلال القرن الماضي كمصطلح تبريري بصيغة توراتية تدعى «الاختباء خلف قرون المذبح» الذي إستخدمه 100 طبيب صهيوني في عريضة رُفعت لجيش الاحتلال لانهاء كل وجود طبي داخل قطاع غزة.
وإذا كان رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على طريق المحاسبة السياسية والقضائية وصولاً الى السجن (على الأرجح شبه المؤكد) كما حصل مع سلفه إيهود اولمرت نتيجة الفساد المستشري والقرارات التي تشوبها الكثير من الزلات، فهو يسعى في هذه الأيام لإطالة أمد الحرب وإجبار الغزاويين على الإنتقال من شمال القطاع الى جنوبه تمهيداً لإخلائه من سكانه بعد دفعهم الى صحراء سيناء بأية طريقة أو أسلوب مبتكر لتنفيذ المخططات التي وضعتها الدولة اليهودية لهذه الأرض المقاومة بعد ضمها الى خريطة الكيان.
ولتبرير اسلوبه الهمجي في التدمير رد نتنياهو على سؤال لصحفي أميركي حول مسؤوليته الكاملة عن التقصير الذي حصل في جيشه يوم السابع من تشرين الأول الماضي فأجاب: هل سألتم الرئيس جورج بوش الإبن عن مسؤوليته عن احداث الحادي عشر من ايلول في اميركا عام 2001 (التي تبعها اجتياح افغانستان)؟
فهل سيتعلم السياسيون في اسرائيل من عِبَر الماضي فيوافقوا على أن يكون للفلسطينيين أبسط حقوقهم في بناء دولة، فيتذكروا أنه رغم كل التدمير الذي حصل في الحروب والقتل الجماعي الذي حصل فإن الليبيين والجزائريين والفيتناميين باتت لهم دول مستقلة، وافغانستان سيطرت عليها حركة "طالبان" بعد الخروج المذل للأميركيين.
وأن المقاومة في فلسطين التي رسمت عملية "طوفان الأقصى" قادرة بالتأكيد على تحقيق أحلامها!