تعددت  أدوار الامومة في حياتها إلا أن دورها " ماما حياة " في مسلسل " نساء في العاصفة " قد يكون مفتاح بوابة أدوار الام في مسيرتها الذي توجها في النادي الذي أعمدته : ليلى كرم وليلى حكيم ، عليا النمري ولميا فعالي ، امال العريس ووداد جبور ووفاء طربيه ورندا كعدي وختام اللحام ….

هي إبنة الميناء سجل رقم ٥ نقلهم والدها الموسيقى والكاتب جوزاف فاخوري الى بيروت لتبقى " الاسكله " واحة الولدنة وصور ذكرياتها واخوتها كفاح وفلاح وصلاح في منزل عمها بهيج .
لم تتعب جناح من التمثيل وأولادها يرفضون فكرة تقاعدها المبكر .
يقول ابنها : لا يهمنا ما تتقاضاه فلو كان العمل مجاناً ، ولا يهم والدتي مساحة الدور فهي تستطيع أن تحركه ولو كان صامتاً بأحاسيسها وملامحها ودموعها وابتساماتها .

مؤخراً عادت الى الشاشة بحلقة واحدة من برنامج " عاطل عن الحرية " مع سمير يوسف والدة لقاتل ومقتول مع نزيه يوسف للمرة الثانية بعد أن كانت أمه في " عيلي ع فرد ميلي " فأعادت الى أذهاننا دورها في مسلسل " برداني أنا " أماً للممثل بديع أبو شقرا تشجعه على ارتكاب الاغلاط حتى الجريمة .

غابت عن التلفزيون منذ مسلسل " ذهب " وعن السينما منذ فيلم " السيدة الثانية " .
اشتغلت كثيراً مع الكتاب شكري انيس فاخوري نسيبها ، مروان نجار ، كلوديا مرشليان صديقتها وبداية البدايات كانت مع يوسف حبشي الاشقر في مسلسل " الضيعة بألف خير " .

تضحك جناح كثيراً لبعض المفارقات في حياتها اذ تقول أن والدها عاشق الفن حين رصد جنوح أولاده الثلاثة الى الفن نظر الى الرابع وقال له : فكرة جيدة عدم امتهانك الفن فاذا واجهنا جوع مهنة الفن يبقى في البيت من يؤمن لنا لقمة العيش .

تكمل أمامنا سرد المفارقات فتقول : 
كان إبن عمي شكري أنيس فاخوري يكتب حلقات " نساء في العاصفة " و" العاصفة تهب مرتين " كل أسبوع ويتسابق مع الوقت للتصوير والتأليف .
ما حدث انه نسي أن يكمل دوري فاتصلت به معاتبة : يا إبن عمي منذ ثلاث حلقات وأنا أطرق الباب في المشهد ألم يحن وقت فتح الباب ( بضحكتها العفوية ) . 
جناح فاخوري كرمها مهرجان الموركس دور ثم مهرجان الزمن الجميل وقبلهما كرمت في حفل " الام الممثلة في مدرسة الاباء الكرمليين مجدليا - زغرتا مع زميلاتها الفيرا يونس والسي فرنيني وأمية لحود ، واليوم يطرح أسمها لتكون في اللجان التحكيمية لهذه المهرجانات .

- من هي جناح فاخوري ؟
مخضرمة عاصرت جيلين  في الدراما جيل استديوهات تلفزيون لبنان / الحازمية والجيل الحالي بعد انتهاء حرب المدفع . 
على الصعيد الشخصي تأهلت من فارس ابو شديد وأثمر زواجهما : فراس وإناس.

تقرأ بعمق ما يقدم لها من ورق مسلسلات وتنتقي ادوارها بتريث فهي سليلة بيت فني عريق همه المحافظة على ارثه الاصيل . والدها الموسيقي والمؤلف البارز جوزيف فاخوري الذي وضع باقة من البرامج في الاذاعة ولمع في برامج الاطفال.
وشقيقها المؤلف الموسيقي كفاح فاخوري ( تزوج من نجمة مسرح الساعة العاشرة ليلى اسطفان ) ، وهو الذي وضع المقدمات الموسيقية لمسلسلات كرتونية معروفة وتولى موقع  مدير المعهد الموسيقي في الاردن لربع قرن .
أما إبن إبن عمها فهو الكاتب شكري أنيس فاخوري كما أسلفنا .
 تنوعت ادوارها؛
بين شراسة الحماوات وعاطفة الامهات وبين النساء الضيعويات ونساء المدينة .
انطلقت في التلفزيون بعمر صغير في  برنامج للدمى كان يبث على الهواء مباشرةً ( ابو توفيق وام توفيق) ..ثم اختارها بالاسم بطل احدى حلقات الضيعة بالف خير الممثل عبدالله نجيب الشماس إبن الكورة وهو ( اخ ابن المطربه صباح من جهة والده) لتلعب دور شقيقته ، وفي سن السابعة انضمت جناح الى الاذاعة التي سبقها والدها الى استديوهاتها  وقدمت برامج اطفال من كتابة والدها الذي كان اول من ترجم  نصوص مسرح الدمى التركيه والفارسية الى العربية قبل أن تغزو موضة الاعمال التركية شاشاتنا .

من اعمالها التلفزيونية والمسرحية والسينمائية التي تقفز الى الذاكرة سريعاً: عواصف تلفزيون لبنان -ابنتي -   امرأة من ضياع - متر ندى - الشحرورة - وين كنتي - جذور - تشيللو - ..بقايا حب - بردانة انا - ابرياء ولكن- كابتن بوب - أستاذ مندور - حرّيف وظريف-  رحلة العمر- البخلاء - السعد وعد - ميليا - ثورة الفلاحين - المغامرة - الاخرس - العائلة السعيدة -  رماد السنين - روبي - خطوة حب - محاولة - بقايا حب - فرصة ثانية - هروب - حلوة وكذابي - السيدة الثانية - ليالي شهرزاد - اسمك قلبي - الاميرة زمرد -قبقاب - ناطور الحارة .

جناح فاخوري لونت رتابة طفولتنا طفولتنا.حين أعارت صوتها الى اصوات شخصيات كرتونية متعددة مثل : السندباد - ريمي - زينه ونحول- كركور وحذاء السعادة …
أغنت مسرح الطفولة بتجاربها وحضرت  مع الراحل حسن علاء الدين ( شوشو)  والفنان نبيه ابو الحسن( أخوت شانيه ) وخشبة مسرح مروان نجار وشكيب خوري وغيرهم .

حين التقيتها على هامش تقديمي مهرجان " زارعي الامل " على خشبة الاردنيون منذ سنوات وجدتها تذرف دمعاً حين صعد شقيقها ليتسلم جائزة ملك مسرح الدمى ،فسألتها ولماذا البكاء فردت : تأخر تكريم والدي كثيراً .
جوزاف فاخوري كان يستحق هذه المبادرة وإن تأخرت المهم حدوثها .
تكريم جناح ليس بعدد الدروع بل بأستاد الادوار لها لكي لا تتقاعد باكراً .
ليت شركات الانتاج تقرأ هذه السطور !.