في عـالـم يـزداد عــداءً لحـقـوقـهــم، يـعـيــش الأطـفـال في يـومـهـم العالمــي!
20 تـشـريـن الـثـانـي 2023: الـيـوم الـعـالـمـي لحقـوق الطـفـل. بقلم د.جوزفين سلمان يمينمنذ اعتماد اتفاقية حقوق الطفل قبل 34 عاماً، لم تتعرض حقوق الأطفال لتهديد أكبر من أي وقت مضى. من واجبنا أن نتصرف، أن نتـحرك، أن نعمـل لصون حقوقهم.
الحاجة ملحـة إلى إعادة التأكيد علـى وضع الأطـفـال كأصحاب حقوق متميزين ومستقلين وضمان محاسبة انتهاكات حقوق الأطفال، أينما حدثت : في لبنان ، فلسـطين ، أوكرنيـا ... .
هذا اليوم يـذكــر بالتزام المجتمع ككل ، وخصوصا المجتمع التربوي - التعليمي برفع مستوى الوعي بنص الاتفاقية والحقوق التي تنص عليها، بين الأطفال والشباب وكذلك البالغين. موضوع عام 2023 هو "لكل طفل، جميع حقوقه".
تساهم معرفـة اتفاقية حقوق الطفل في البناء التدريجي للمواطنة واكتساب ثقافة إنسانية.
هـذه المعرفة بالإتـفـافيـة تـشـكل القاعدة المشتركة للمعرفة ، المهارات والمـواقف.
اليونيسف وشركاؤها في مجال حقوق الطفل والحكومات ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص هــم المدافعون عن تنفيذ وحماية حقوق الطفل.
ينطوي ذلك على دعم مواءمة الأطر القانونية الوطنية مع اتفاقية حقوق الطفل وغيرها من المعايير الدولية، ووضع هذه المعايير موضع التنفيذ.
تشير تقديرات اليونيسكو إلى أن 400 مليون طفل - أو حوالي طفل واحد من كل خمسة أطفال - يعيشون اليوم في مناطق النزاع أو يفرون منها.
حيث أن الكثير منهم معرضون للإصابة أو القتل أو ضحايا سوء المعاملة والعنف الجنسي و يفقدون أفراد الأسرة والأصدقاء.
يتم تجنيد بعضهم واستخدامهم من قبل القوات أو الجماعات المسلحة.
نزح العديد منهم مراراً وتكراراً، مما يعرضهم لخطر الانفصال عن أسرهم، والإضرار بسنوات من التعليم، وقطع العلاقات مع مجتمعاتهم. كـذلك خارج مناطق النزاع، تتعرض حقوق الأطفال أيضاً للتهديد.
تشمل هذه الأزمات تزايد الفقر وعدم المساواة، وحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة، وبطبيعة الحال، أزمة المناخ العالمية.
تُبيّن الأرقام الجديدة التي أصدرتها اليونسكو مؤخراً ارتفاع عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس بمقدار 6 ملايين منذ عام 2021، ويبلغ إجمالي عددهم اليوم 250 مليوناً.
وتُعزى هذه الزيادة جزئياً إلى الاستبعاد الجماعي للفتيات والشابات من التعليم في أفغانستان، وكذلك إلى استمرار ركود التقدم في مجال التعليم في جميع أنحاء العالم.
دعا إطار العمل الخاص بالتعليم حتى عام 2030 البلدان إلى وضع مؤشرات مرجعية مؤقتة خاصة بمؤشرات هدف التنمية المستدامة 4، وفي إطار نهج شامل، قُدمت مساعدة إلى البلدان على وضع مؤشرات مرجعية للعمل على تحقيقها حتى عام 2025 وعام 2030 وهي تتعلق بسبعة مؤشرات للهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة: التعليم قبل الابتدائي، والمواظبة على المدرسة، وإتمام المدرسة والتعلم، وتدريب المعلمين، والإنصاف بين الجنسين، والإنفاق العام.
أعلنت منظمة اليونسـكو، أن عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس ارتفع بمقدار 6 ملايين منذ عام 2021، مؤكدة على أن هذا الرقم يقوض أهداف الأمم المتحدة الخاصة بالتعليم. تقوض هذه النتيجة الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة لعام 2030 المتمثل في توفير تعليم جيد للجميع.
لو البلدان تسير على الطريق الصحيح لتحقيق غاياتها الوطنية الخاصة بالهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، لكان هناك اليوم في مرحلة التعلم قبل المدرسي 6 ملايين طفل إضافي ممن هم في عمر الدخول إلى المدرسة الابتدائية، ولكان هناك أيضاً في المدرسة اليوم 58 مليون طفل ومراهق وشاب إضافي، ولكان قد خضع 1,7 مليون معلم إضافي على الأقل من معلمي المدارس الابتدائية للتدريب.
هـذا مــا يـلح علـى الدول اتخاذ إجراءات على وجه السرعة: "أنَّ مستقبل ملايين الأطفال بين أيديكم".
لا يــوجــد إحـصـاء ولا أرقـام دقيقـة فـي لـبـنـان لمعـرفـة عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس لـهـذا الـعام الـدراسي 2023 / 2024 .
لكـن بارقـة أمــل عـلـى صـعـيد آخــر : لـمنـاسبـة الـيوم الـعـالمـي لحقوق الطـفـل فـي لـبـنـان، أفادت شبكة المدارس اللبنانية المنتسبة لليونسكو بأن أغـنية "كـمــشـــة ســلام" فــازت بمـسابـقــة الـشـبـاب مـن أجـل الـســلام الدولية التي تنظمها اليونسكو وفرانس تلفزيون.
تمحور موضوع النسخة الثالثة من المسابقة هذه السنة حول فكرة التسامح كطريق أساسي لتحقيق السلام، بحسب المنسقة الوطنية للشبكة في اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو كريستيان جعيتاني. هـذه الأغـنـية قدّمها تلاميذ المرحلة الابتدائية الاولى فـي مدرسة العائلة المقدسة - الفنار.
الأغـنية تميزت بكلماتها الهادفة والمؤثرة والرسالة القوية التي تحملها عن السلام.
اللحن جميل وصادق وكذلك التوزيع وإضافة الى التصوير.
الـعـمل بـكل جـوانبه نــاجــح. بلغت اعمار المشاركين ما بين سبعة وثمانية أعوام من الصفين الاول والثاني ابتدائي . كتبوا جملاً عن السلام وجمعـت في أغنية. شاركوا أيـضـا في إنشاد الأغنية وتصويرها.
ذكّرت جعيتاني بأن أهمية المسابقة في الوقت الراهن تكمن في كونها تهدف إلى "التوعية بأهمية التربية على ثقافة السلام واللاعنف وحقوق الـطـفـل وإعلاء صوت الاطفال والشباب المطالبين بحـقـهم بالـعـيـش بـسـلام وأمـان وفــرح ومحــبــة في وجـه آلـة الحـرب والإبــادة والكــره".
من المؤسف أن الأطفال يعيشون اليوم في عالم يزداد عداءً لـحـقـوقـهــم. هذا الأمـر ســوف يؤثـر سلبـا على مجتماعاتنـا فـي السنـوات الـقـادمـة، أكـثـر مما يـظـهـر في تجارب الأطـفـال المتـأثــريــن بالصـراع. يـتـرك آثــار سلبيـة عـلـى كـافـة الصـعـد : النـفـسـيـة، الجـسـديـة، الــتربـويـة ، الإجتـمـاعـيـة و... .
معاهدة حقوق الطـفـل تم التصديق عليها على نطاق واسع في التاريخ ، من خلال التصديق على هذا الإطار القانوني الدولي، اعترف رؤوسـاء العالم بالحقوق غير القابلة للتصرف لجميع الأطفال، كـمـا وعـدوا بأن تضمن الحكومات حماية هذه الحقوق واحترامها.
أدين مرارًا وتكرارًا الانتهاك المنهجي تقريبًا لحقوق الـطفـل. أطــالــب بوجوب الوفاء بالالتزامات المقطوعة : كـلــنــا يعـنــي كـلــنــا.
يصادف اليوم الاثنين 20 نوفمبر 2023 الذكرى الرابعة والثلاثين لتوقيع اتفاقية حقوق الطفل. مع ذلك، لا يزال يتعين على ملايين الأطفال النضال كل يوم من أجل البقاء، أو النمو في ظروف معيشية لائقة، أو النضال من أجل الحق في الذهاب إلى المدرسة والتمتع بصحة جيدة.
ما يثير القلق البالغ أن نلاحظ أن هذا الوضع يتزامن مع أزمات أخرى تقوض حقوق الطفل.
تشمل هذه الأزمات تزايد الفقر وعدم المساواة، وحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة العامة، وبطبيعة الحال، أزمة المناخ العالمية.
جـوزفـيــن سـلمــان يـمــّـيـن
أخصـائـيـة فـي عـلـم النـفـس الـعـيـادي والإنـشـغــالـي - أخصـائـيـة فـي عــلـم تـعـلــيم الكــبــار (الانـدراغـوجـي)