في زمن إبادة شعب ...كيف يفكر المسؤولون عندنا؟
16 تشرين الثاني 2023

في زمن إبادة شعب ...كيف يفكر المسؤولون عندنا؟

مرسال الترس

في زمن محاولة إبادة مدينة بكاملها بما فيها من أطفال ونساء ومرضى وعجزة، وفي ظل الظروف العاصفة التي تعيشها المنطقة المحيطة بالوطن اللبناني، يلاحظ المواطنون أن معظم المسؤولين والسياسيين في لبنان يثبتون يوماً بعد آخر أنهم يعيشون في عالم آخر، وهم أقرب الى ما حصل في القسطنطينية عاصمة الأمبراطورية الرومانية قبل نحو سبعمئة سنة.
   
ففي القرن الخامس عشر الميلادي، وعندما حاصر السلطان العثماني محمد الفاتح عاصمة تلك الأمبراطورية - وبينما كان مصير تلك الإمبراطورية بأكملها على المحك - كان مجلس شيوخ المدينة مشغولًا بمناقشة أمور فقهية ولاهوتية لا طائل تحتها، مثل "جنس الملائكة"...وما لبثت أن سقطت العاصمة والأمبراطورية الى غير رجعة!

واليوم في العام 2023 للميلاد، وبينما يعمل العدو الاسرائيلي على تدمير قطاع غزة ويرتكب فيه المجازر بشكل شبه يومي منذ أربعين يوماً متواصلة ، حتى قارب عدد الشهداء والمفقودين الخمسة عشرة الفاً معظمهم من الأطفال والنساء.
وفي وقت تغلي فيه حدود الجنوب اللبناني والجميع يستعد لما قد يستجد، ماذا يسمع المواطنون في بيروت؟
♦عدم اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، والاسباب الظاهرة من الأفرقاء المعنيين (ولاسيما منهم المسيحيون المعنيون أكثر من سواهم بالملف) في معظمها شخصية!
♦إختلاف حاد على اختيار قائد جديد للجيش وعدم توافق على التمديد للقائد الحالي.وخلافات ظاهرة بين الوزراء المعنيين ورئيس الحكومة.
♦خلاف معلن بين بعض الوزراء على كيفية التعاطي مع ملف النازحين السوريين.
♦خلاف بين الوزراء وبعض الادارات على تلزيم البريد في لبنان (او اعلان مناقصة)...
♦خلاف على تأمين مئة وخمس وعشرين مليون دولار من أجل خطة طوارئ في زمن استثنائي.
ناهيك باهمال قطاعات الصحة والتربية ومختلف الشؤون المعيشية وصولاً الى الطامة الكبرى النفايات... 
الى كل ذلك لاحظ المراقبون أن معظم الدول المحورية التي يهمها هذا الشرق الأوسط وقفت على رجل واحدة تنصت بتمعن لكل كلمة يتفوه بها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله فيما يكاد لبنان السياسي وملفاته الساخنة غائباً كلياً عن السمع منذ إنطلاق عملية "طوفان الأقصى" وكأن الأمر بات في غياهب النسيان القاتل الذي لا يعني أحداً بشيء.
باستثناء تحرك خجول، رُسمت حوله أكثر من علامة استفهام، لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي بدا وكأنه لرفع العتب تزامناً مع تحرك قوى كبرى لها وزنها الإقليمي والدولي.
فيما يتساءل المواطنون أين هم أولئك الموفدين الأجانب ابتداء من الفرنسي وصولاً الى القطري او سواهما ويبدو أنهم قد أزالوا من اهتماماتهم أي حافز بشأن أولئك اللبنانيين الذين يعانون الأمرين منذ اربع سنوات جراء الأزمات المالية والمعيشية والحياتية ناهيك عن اللاجئين والنازحين.
وبات السؤال المطروح هو: هل ترك هذا اللبنان لمصيره هو المقصود، أم إن مصيره رُبط بمصير الحرب في غزة التي يبدو أن تداعياتها كثيرة ومتشعبة ولا أفق ملموس للحلول فيها؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen