هل ستكسر القمة العربية - الإسلامية
12 تشرين الثاني 2023

هل ستكسر القمة العربية - الإسلامية "تابو" القمم الفاشلة؟

مرسال الترس

منذ إعلان تأسيس جامعة الدول العربية في الثاني والعشرين من شهر آذار عام 1945 انعقدت اثنتان وثلاثون قمة رئاسية واربع قمم اقتصادية، ولكن لم تقارب أي منها القضية التي نشأت بعد ثلاث سنوات والمتعلقة بانشاء كيان يهودي على الأرض الفلسطينية، الاّ بشكل جانبي من حيث القرارات التي اتخذت.

إذ أن معظمها بقيت حبراً على ورق، لأن ما كان يُتخذ من قرارات دولية على مستوى الأمم المتحدة وبدعم من الدول العظمى التي تملك حق النقض (الفيتو)، كانت تطغى على القرارات العربية وتذيبها أو على الأقل تُدخلها في غياهب النسيان!

على خط مواز أُطلقت "منظمة التعاون الاسلامي" بعد مؤتمر الرباط في  المملكة المغربية، في الخامس والعشرين من شهر أيلول عام 1969، فانعقدت إحدى عشر قمة  حتى العام  2008.
ولكن قراراتها لم تلامس جوهر القضية الفلسطينية أو استطاعت إحداث صدمة في تلك القضية التي تُصنّف على أنها مركزية بالنسبة لتلك المنظمة على الأقل من وجه ديني بحت!

فما حققته المقاومة في لبنان في الخامس والعشرين من آيار عام ألفين من خلال إجبار العدو على الخروج قسراً من الأراضي التي احتلها لسنوات، كان له أبلغ الأثر إزاء الحروب التي خاضتها الجيوش العربية ولم تستطع تحقيق النصر المطلوب الاّ في ما ندر! 
وما حققته المقاومة في غزة في السابع من تشرين الأول عام 2023 كسر مقولة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر وأذلته أكبر إذلال، وأعادت القضية الفلسطينية الى أذهان الرأي العام الدولي وليس العربي فقط.


فهل ستستطيع القمة العربية – الاسلامية التي إنعقدت نهاية الأسبوع الفائت في الرياض كسر "تابو" الفشل الذي كان يرافق القمم السابقة، أم نها ستكون السبّاقة في فرض قراراتها على الدولة المغتصبة التي لم تراع أية حرمة للقرارات الانسانية الدولية تحت نظر ودعم الدول الغربية التي لم تبخل على الكيان الصهيوني بالمال وأحدث القنابل المتطورة. 


قد تستطيع غداً دولة العدو السيطرة مجدداً على قطاع غزة بغض طرف دولي، ولكنها لن تستطيع إطفاء جزوة المقاومة التي قد تجد 7 تشرين آخر في صباح سبت خريفي وتقلب كل المعادلات السياسية والتسويات التي تتوصل اليها الاتفاقات بين الدول العظمى بالتزامن مع سبات اقليمي.   


  الثابت أن  مقرّرات القمة العربية - الإسلامية المشتركة في الرياض استقطبت أوسع إدانة للمجازر الإسرائيلية في غزة من مجموعة كبيرة من الدول، ولكن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اكد في اليوم نفسه ان الكلمة الأخيرة ستكون، ويجب ان تكون، للميدان!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen