عندما يكون الصادقون أصحاب الرأي المستقيم!
06 تشرين الثاني 2023

عندما يكون الصادقون أصحاب الرأي المستقيم!

مرسال الترس

ليس غريباً أمر شريحة من اللبنانيين الذين "لا يعجبهم العجب وحتى الصيام في رجب" كما يورد المثل الشعبي!
فهؤلاء الذين لم تهزهم الأزمة المالية التي ضربت البلاد قبل أربع سنوات لأنهم استغلوا العديد من الظروف الصعبة.

وتعايشوا بخوف مع أزمة الكورونا، وتأقلموا مع الضائقة المعيشية رغم قساوتها وكأنها موضوعاً عابراً، ما زالوا في تعاطيهم السياسي يمارسون مبدأ البحث عن "جنس الملائكة" الذي يدور ويدور ليوقع صاحبه في لجّة من الغباء والسطحية والفهم الخاطئ لمعظم الأمور الوطنية!
ففي حين كانت العديد من العواصم الفاعلة إقليمياً ودولياً  تنتظر وتترقب ما سيعلنه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالاته المتلفزة يوم الجمعة الفائت (وهي المرة الأولى منذ إطلاق عملية "طوفان الأقصى") ومعظمها يتمنى عليه أن لا يكون تصعيدياً، وأن لا يكون مدخلاً لجر لبنان الى المواجهة الشاملة مع العدو الاسرائيلي.

ذهب أولئك اللبنانيون الى توقّع السيناريوهات الأبشع للبنان، على خلفية أن السيد نصرالله لا همّ له سوى تدمير لبنان.

راسمين السيناريوهات الأسوأ وفق تقديراتهم!
وما إن إنتهى أمين عام الحزب من كلامه الذي وصفه المؤيدون والحلفاء بإنه "واقعي جداً" ويتضمن عبارات تصعيد ومحاكاة موضوعية للواقع القائم. أو بتعبير آخر : تَرْك الباب مفتوحاً للتعامل مع العدو الاسرائيلي وفق ما يتلائم مع أدائه.

وحتى المعارضون السياسيون له وصفوا ما تفوه به بـ "العقلاني".

ذهب أولئك الخارجون عن المنطق الى توصيفات صبيانية وتشويهية أو على الأقل "خالية من أي منطق"، حتى أن بعضهم ذهب الى وصفه بالمتخاذل لأنه لم يعلن الحرب المفتوحة على اسرائيل، وهم أنفسهم كانوا يحذرون من تدمير لبنان كما كان يهدد العدو الاسرائيلي. 


وآخرون اعتبروا حزب الله متواطئاً مع العدو لأنه لم يفتح الجبهة اللبنانية على مصراعيها فور بدء الحرب على غزة. وهم أنفسهم الذين كانوا يقولون قبل يوم واحد أن حزب الله يعمل على توريط لبنان في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل...!    


الثابت لدى العديد من المراقبين أن أولئك اللبنانيين: إما غارقين في حقدهم الأعمى أو غاطسين في عمالتهم حتى الأذنين.

فيما أمين عام حزب الله صادق في التعاطي مع نفسه ومع أبناء بلاده ولا حاجة لديه لأن يقدم أي جردة حساب لأمثال هؤلاء الذين تاجروا في ظروف مختلفة بأبناء بلدهم حتى العظم، وباعوا أنفسهم وكرامتهم لمن يملك العملة الخضراء، وبالتالي ليسوا في عداد الذين يجب أن تُحترم آراءهم، عندما يكون البلد بحاجة لأهل الرأي المستقيم!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen