هل تجنّ إســـــ رائيـــــ ل وتلقي قنبلة ذرية على غـــــ زّة؟
عبد الكافي الصمدبرغم محاولة المسؤولين في الكيان الإسرائيلي التنصّل من كلام وزير التراث في حكومته الحالية عميحاي إلياهو، الذي رأى بأنّ "إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة هو حلّ ممكن" لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ 7 تشرين الأول الماضي، وبرغم أن رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو وصف كلام وزيره بأنّه "منفصلٌ عن الواقع"، فإن ما قاله الوزير الإسرائيلي يُعبّر عن نقاشات تدور داخل أروقة الحكم في الكيان الغاصب.
فهذا الكيان الذي اعتاد منذ نشأته عام 1948 على خوض حروب خاطفة وقصيرة الأمد ضد الجيوش العربية، لم يخض جيشه منذ أكثر من 7 عقود ونيّف حروباً طويلة الأجل، لأنّها حروب تستنزفه على كلّ الصعد وفي جميع المجالات ولا قدرة له على الإستمرار فيها، لا عسكرياً ولا بشرياً ولا لوجستياً، كما كان الحال في عدوان تمّوز 2006 على لبنان الذي استغرق قرابة شهر من الزمن، ما جعله يرضخ لوساطات وضغوطات تطالبه بوضع حدّ للحرب، لمعرفته بأنّ أيّ حرب تطول من شأنها أن تهدد كيانه وتضع مصيره على المحكّ.
وها هو التاريخ يُكرّر نفسه ثانية في غضون أقلّ من عقدين من الزمن.
فمعركة "طوفان الأقصى" يصادف اليوم مرور شهر على اندلاعها، وهي معركة كشفت أنّ الكيان الغاصب بدأ يستنزف قدراته، بالتزامن مع الصمود الأسطوري لقوى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والإنجاز غير المسبوق لما قامت المقاومة في السابع من تشرين الأول الفائت، الذي "كسر" أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، والذي جعل شعوب العالمين العربي والإسلامي والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية في العالم يتيقنون أنّ هزيمة جيش الكيان في متناول اليد، وأنّ دولته أوهى من بيت العنكبوت.
ولأنّ الجيش الإسرائيلي يحاول منذ أيّام إقتحام قطاع غزّة بعدما جهّز آلاف الجنود من جيشه لهذه الغاية، وما يزال يراوح مكانه وهو يتلقى يومياً خسائر جعلت كبار ضباطه يصرحون بأّنّهم يحاربون أشباحاً في القطاع، فإنّ بقاء الحال على ما هو عليه يعني أنّ الجيش الإسرائيلي بات يستنزف قدراته ومعنوياته يومياً، الأمر الذي يجعله على يقف على أبواب إنهيار كامل، وجعل أحد وزراء حكومته يصرّح بمكنون ما يدرو في صدور حكومة العدو، وهو إلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة، الذي اعتبر الوزير الاسرائيلي أنّ هذا القطاع "يجب ألا يبقى على وجه الأرض"، داعياً إسرائيل بالمقابل إلى "إعادة إقامة المستوطنات فيه"، كما كان الحال قبل إنسحابها منه في عام 2005، مضحيّاً بالرهائن الإسرائيليين الموجودين لدى المقاومة الفلسطينية، معتبراً أنّ "للحرب أثماناً".
فهل تجنّ حكومة الكيان وجيش العدو ويرتكبون مجزرة وإبادة بهذا الحجم لإنهاء هذه الحرب بعد الهزيمة النكراء التي نزلت بهم، ومن يردعهم عن ارتكاب مثل هذا الجنون الذي يسعون إليه، وكيف سيكون ردّ المقاومة في فلسطين وخارجها، وردود الحكومات العربية والإسلامية والعالم أجمع على ارتكاب إسرائيل جريمة نكراء بهذا الحجم، وهو الكيان الذي له تاريخ حافل بارتكاب مجازر وجرائم تقشعر لها الأبدان؟