نصرالله للأميركيين: أعددنا العدّة لأساطيلكم التي ترهبوننا بها
03 تشرين الثاني 2023

نصرالله للأميركيين: أعددنا العدّة لأساطيلكم التي ترهبوننا بها

 

أكّد الأمين العامّ لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله، أنّ "حزب الله" دخلَ معركة "طوفان الأقصى" منذ 8 تشرين الأول، ولن نكتفي بما يحدث في جنوب لبنان، ولكن ما يحصل حالياً ليس بالقليل، وما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب تموز".

وقال نصرالله في كلمة ألقاها خلال "الإحتفال التكريميّ للشهداء على طريق القدس"، إنّ "كل المواقع العسكريّة الإسرائيليّة عند حدود لبنان مع فلسطين المُحتلة تتعرّض لهجمات يوميّة".

و أنّ "ثُلث الجيش الإسرائيلي يتواجد عند حدود لبنان، والجبهة اللبنانية خففت جزءاً كبيراً من القوات الإسرائيليّة التي كانت ستُسخر للهجوم على غزة".

واعتبر نصرالله أنّ "التصعيد على الجبهة اللبنانية مغامرة ضمن الحسابات الصحيحة، واحتمال التصعيد عند الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة واقعي ويمكن أن يحدث".

ولفت إلى أنّ "العمليّات عند الحدود مع لبنان أوجدت حالة من القلق والترقب والخوف لدى القيادة الإسرائيلية والأميركيين"، وقال إنّ "احتمال تدحرج المعركة في الجنوب إلى حرب واسعة واقعي وهذا يجعل العدوّ يحسب خطواته تجاه لبنان".

وأضاف نصرالله أنّ "إسرائيل سترتكب أكبر حماقة إذا هاجمت لبنان، ومنذ اليوم الأول لمعركة "طوفان الأقصى" تمّ تهديدنا بالأساطيل الأميركيّة وبالقصف بالطائرات الأميركيّة في حال قمنا بتنفيذ عمليات ضدّ المواقع الإسرائيلية". وتوجّه للأميركيين بالقول "إن أساطيلكم التي ترهبوننا بها أعددنا لها العُدّة، ومن هزموكم في بداية الثمانينيات في لبنان لا يزالون على قيد الحياة، وإذا أردتم منع حرب إقليمية فعليكم وقف العدوان على غزة".

وأوضح أنّ "كلّ الإحتمالات على الجبهة اللبنانية مفتوحة كما أن كل الخيارات مطروحة، وتصاعد وتطوّر العمل في جبهتنا مرتبط بمسار الأحداث في غزة، وسلوك العدوّ تجاه لبنان، وعلينا أنّ نكون جاهزين لكلّ الفرضيات المقبلة، ويُمكن أن نذهب إليها في أيّ وقت من الأوقات".

وحذّر نصرالله "العدو من التمادي الذي طال بعض المدنيين في لبنان"، وقال إنّ "هذا سيعيدنا إلى معادلة المدنيّ مقابل المدنيّ".

ولفت إلى أنّ "معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية، لكننا ننتصر بالنقاط".

وفي ما يتعلّق بمعركة "طوفان الأقصى"، قال إنّها "أصبحت ممتدة في أكثر من ساحة، والمعركة ضدّ إسرائيل لا غُبار عليها، ونفتخر بجميع الشهداء الذين إرتقوا خلال ملحمة القتال ضدّ الصهاينة". وثمّن "السواعد اليمنية والعراقيّة التي انضمت لعملية "طوفان الأقصى".

 وقال إنّ "تصرّفات الحكومة الإسرائيليّة العنصريّة المتطرّفة الحمقاء والغبيّة أدّت إلى تدهور أوضاع الشعب الفلسطينيّ". وأشار إلى أنّ "أكثر من مليوني إنسان يعيشون منذ 20 عاماً في حصار خانق في غزة، من دون أنّ يُحرّك أحد ساكناً".

ولفت إلى أنّ "الإنتهاكات التي يتعرّض لها المسجد الأقصى غير مسبوقة في التاريخ الحديث". وقال إنّ "الملفات الضاغطة بقوّة على الفلسطينيين هي ملفات الأسرى والقدس والحصار على غزة ومشاريع الاستيطان الجديدة في الضفة".

وشدّد نصرالله على أنّ "قرار وتنفيذ عملية "طوفان الأقصى" كان فلسطينيّاً بالكامل"، وأضاف أنّ "حركة "حماس" أخفت التخطيط لعملية "طوفان الأقصى" عن أطراف "محور المقاومة" في المنطقة. وتابع: "لم نكن نعلم بالتفاصيل المتعلقة بعملية "طوفان الأقصى" مُسبقاً".

وقال: " لم يزعجنا إخفاء "حماس" خطة عمليّة "طوفان الأقصى"، وعدم معرفة أيّ أحدٍ بهذه العملية يُثبت أنّ المعركة فلسطينية بالكامل". وأوضح أنّ "عمليّة "طوفان الأقصى" لم يكن لها علاقة بأيّ ملف إقليميّ أو دوليّ". ولفت إلى أنّ "السريّة المطلقة ضمنت نجاح عملية "طوفان الأقصى" الباهر من خلال عامل المُفاجأة المذهلة". وأضاف: "أصحاب القرار الحقيقيون هم قيادات المقاومة وأهل المقاومة ومجاهدو المقاومة".


وأشار نصرالله إلى أنّ "معركة "طوفان الأقصى" ستترك آثارها على إسرائيل حاضراً ومستقبلاً، وأحدثت زلزالاً أمنيّاً وعسكريّاً وسياسيّاً ونفسيّاً ومعنوياًّ لدى الكيان الإسرائيليّ". وقال إنّ "معركة "طوفان الأقصى" كشفت الضعف وأن إسرائيل هي بحقّ أوهن من بيت العنكبوت". وتابع أنّ "المسارعة الأميركية إلى مساعدة الكيان الإسرائيليّ كشفت وهن هذا الكيان وضعفه".

وأضاف أنّ "معركة "طوفان الأقصى" أسّست لمرحلة جديدة من الصراع مع إسرائيل". ولفت إلى أنّه "من الأيام الأولى لمعركة "طوفان الأقصى" طلبت إسرائيل أسلحة جديدة من الولايات المتحدة فهل هذه دولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟" وقال: "كان واضحاً من الساعات الأولى لمعركة "طوفان الأقصى" أنّ العدوّ كان ضائعاً وتائهاً".

ولفت نصرالله إلى أنّ "العدوّ هو من ارتكب المجازر بحقّ المستوطنين الإسرائيليين أثناء قيامه بمحاولة استعادة المستوطنات من المقاومين".

وقال: "يبدو أنّ الحكومات الإسرائيليّة لا تأخذ بعبر ودروس تجاربها مع حركات المقاومة في لبنان وفلسطين"، واعتبر أنّ "إسرائيل تطرح أهدافاً عالية لا يمكن تحقيقها في غزة، والهدف الإسرائيلي للقضاء على حركة "حماس" غير قابل للتحقيق". وأشار إلى أنّ "الجيش الإسرائيليّ لم يستطع تحقيق أيّ إنجاز عسكري حقيقي في غزة". وتابع أنّ "العدوّ يُكرّر الخطأ الذي ارتكبه في حرب 2006، حينما وضع أهدافاً عاليةً أُجبر على التنازل عنها، وما يجري اليوم في فلسطين يكشف غباء وحماقة الإسرائيليّ".

وأكّد نصرالله أنّ "المعركة ستنتهي بانتصار غزة وهزيمة إسرائيل"، وقال: إنّ "العدوّ الإسرائيلي يُحاذر القيام بعمليّة كبيرة في غزة لأنّه خائف وعاجز وفاشل".

وتابع: "شعوب المنطقة في مصر وسوريا والأردن ولبنان وأولهم الشعب الفلسطيني إكتووا بنار إسرائيل"، ولفت إلى أنّ "أميركا هي التي تمنع إسرائيل عن وقف العدوان على غزة، وواشنطن يجب أنّ تُحاسب على ما ترتكبه بحقّ شعوب المنطقة، وإسرائيل هي مجرّد أداة تنفيذية".

ورأى نصرالله أنّ "قرار الفصائل العراقيّة بمهاجمة القواعد الأميركيّة حكيم وصائب".

وشدّد على أنّ "معركة "طوفان الأقصى" هي معركة الإنسانية مقابل التوحّش والهمجيّة التي تُمثّلها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل"، وأوضح أنّ "ما قبل الحرب في غزة ليس كما بعدها".

وقال نصرالله إنّ "الهدف الأوّل الذي يجب أنّ نسعى إليه ليلاً نهاراً هو وقف الحرب في غزة، والهدف الثاني هو أن تنتصر "حماس" في هذه الحرب"، وأكّد أنّ "إنتصار غزة هو مصلحة وطنية لبنانيّة، وانتصار "حماس" هو مصلحة وطنية لدول المنطقة". وأضاف: "يجب على الحكومات العربية والإسلامية أن تعمل على وقف العدوان على غزة".

ودعا الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وسحب السفراء ووقف تصدير النفط إلى تل أبيب.

ولفت نصرالله إلى أنّ "الصواريخ والمسيّرات اليمنية ستصل إلى إيلات وقواعد إسرائيل".

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen