في الخطاب المرتقب هل يظهر السيد نصر الله بالبزة العسكرية؟
31 تشرين الأول 2023

في الخطاب المرتقب هل يظهر السيد نصر الله بالبزة العسكرية؟

كتب المحرر

عَبَرَ الأمين العام لـــــ حـــــ زبـــــ الــــلــــ ه أمام الراية في مشهد مصور إستمر لثواني قليلة،  كانت كفيلة أن تُلهب فضول الـــــ عـــ دو قبل الصديق ، مقاصد وتأويلات ، تحليل وإستدلال، يرتكز بجُله على سيناريو يتمناه المتخيل نفسه .
 جمهور المـــ قــــ اومة ومَن ناصبهم العداء, إنتظروا ما يقارب الشهر ليَبلٌغهم خبر الإطلالة الإعلامية المرتقبة لسماحة السيد, وعلى الرغم من الرمزية المطلقة لهذه الإطلالة، لما يتمتع به الأمين العام من قدرة وتقدير, إلا أن التعاطي معها وكأن ححـــــ زبـــــ الــــلــــ ه لم يقل كلمته بعد في هذه المعركة معيوبٌ بقصر النظر.
فلِجند المـــ قــــ اومة كل يوم كلمة بعيدة كل البعد عن الإرتجال ، وكل إستهداف وتحرك على إمتداد خط المواجهة مع الــــ عـــ دو جنوباً هو كلمة من كلمات الأمين العام  ينبغي الإنصات لها بتمعن.
 كما أن امتناع الامين العام لـــــ حـــــ زبـــــ الــــلــــ ه عن الادلاء بتصريح حمل من البلاغة ما افقد الــــ عــــ دو صوابه، حتى باتت الآية الكريمة التي ظهرت في صورة جمعته بفصائل المـــ قــــ اومة الفلسطينية محط تحليل وتمحيص.

عادة ما ينقسم خطاب الأمين العام الى ثلاث أقسام أساسية:

 الأول يتناول فيه المناسبة وهي في خطاب الجمعة ستكون تحت عنوان "شهداء على طريق القدس" ويتوجه بالخطاب  الى جمهور الــــ عـــ دو وبيئتها.
 والثاني يتناول فيه الإستحقاقات الداخلية اللبنانية ليُرسم فيها ضوابط الإستحقاقات وسقوفها للحليف والخصم.
أما القسم الثالث فيكون موجهاً للعدو من خلال شرح أزمات الـــ عـــ دو الداخلية والخارجية, مع التأكيد على ثوابت محور المـــ قــــ اومة على مختلف الساحات وبيان قدراته .
في خطاب الجمعة قد يُحدث حجم الحدث نفسه تغيراً في هذا التقسيم ، فالحدث الإستثنائي يفرض خطاباً إستثنائياً، إلا أن المرجح أن لا يفرط سماحته بما أثقل به كاهل الــــ عـــ دو من توتر وتساؤل نتيجة إمتناعه عن الظهور طيلة الفترة الماضية، خصوصاً بعدما بدا للقاصي والداني حاجة الــــ عـــ دو لإلتقاط ولو كلمة واحدة تساعده في رسم  مشهد صغير من مستقبل المعركة، وعلى هذا يفترض ان لا ينال العدو ما فشل في الحصول عليه طريق المبعوثين من خلال خطاب الجمعة، لتبقى كل نوايا حـــــ زبـــــ الــــلــــ ه لغزاً لن يكشف الا في الميدان.
وعلى هذا يمكن رسم ملامح خطاب الجمعة بدءاً بالتعبير عن إمتنان قيادة المقاومة لموقف بيئتها الثابت وتثمين تضحيات  ناسها، فيرد السيد التحية بأحسن منها لكل من قدم شهيداً ووقف في الناس خطيباً معلناً تمسكه بهذا النهج وإستعداده لتقديم المزيد في سبيل نصرة مشروع المـــ قــــ اومة ، منصفاً شهداء المـــ قــــ اومة بما يليق بهم من تحية.
وفي هذا السياق لن يفوت الامين العام الإشارة الى أهمية إمتزاج دماء الشــــ هـــ داء تحت راية القدس من سنُة وشيعة وأن هذا الطريق هو طريق وحدة وبه تسقط كل مشاريع الفتنة والتفريق بين أهل القضية الجامعة, ومن هذه النقطة يسهل العبور الى بيان حجم تقاعس الأنظمة العربية والغربية في إتخاذ موقف الحد الأدنى مما يحصل بحق الشعب الفلسطيني.
أما وفي حال تناول السيد نـــ صـــــ ر الـــلـــ ه في خطابه مسائل داخلية لبنانية, فلن يتجاوز الخطاب سقف ضرورة التلاحم والتكاتف في وجه الــــ عـــ دو الــــإســــ رائيــــ لي ، مع إحتمالية أن يشير الى بعض المواقف الإيجابية التي صدرت عن رئيس التيار الوطني الحر والنائب السابق وليد جنبلاط ، مع ضرورة تذكير المراهنين في الداخل على التواجد والتدخل الأمريكي في الحرب الحاليه أنهم ومن ورائهم الامريكي سيصابون بخيبة أمل لا مناص منها .

 وفي الشق الأكبر من الخطاب, سيتناول السيد نـــ صـــــ ر الـــلـــ ه الحرب على غــــ ـزة وأزمة الــــ عـــ دو الصــــ هيـــ وني الداخلية نتيجة الفشل المستمر الذي يقع فيه والذي سيؤدي حتماً بالنتيجة الى زوال هذا الكيان  وإنتصار الشعب الفلسطيني ، كما سيبين قواعد الإشتباك الجديدة مع الــــ عــ دو والتي وللمرة الأولى يكون التصعيد في  المعركة بشكل أفقي لا عامودي ، فتتمدد المواجهة من فلسطين الى لبنان الى العراق مروراً بسوريا ووصولاً الى اليمن ولا يكون الأمريكي في حل منها، بعد أن كان التصعيد يتمحور حول القدرات والماديات ودخول أسلحة نوعية وجديدة الى ساحة المعركة.

ليس لأي شخص أن يحدد حاسماً ما قد يقوله الأمين العام لــــ حـــــ زبـــــ الــــلــــ ه يوم الجمعة, وقد يفاجئ السيد الجميع سواء بما  سيفصح عنه أو بسكب مزيد من الغموض حول خيارات حـــــ زبـــــ الــــلــــ ه وتصوراته المستقبلية لإدارة الصراع مع العدو, لتبقى رغبة السواد الاعظم من جمهور المــــ قـــ اومة  في أن يظهر سماحته مرتدياً البزة العسكرية  مشيراً بالمسير الى الجليل وما بعد الجليل, إلا أنه وعلى الأرجح أن خطاب الجمعة كما عنوانه هو تحية وتكريم للشهداء الذين إرتقوا على طريق القدس.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen