لقاء بخعون ـ الضنّية التضامني مع غـــ زّة: دلالات
عبد الكافي الصمد أكثر من دلالة خرج بها اللقاء الجماهيري الذي أقيم في قاعة مسجد بخعون الكبير (العين) في الضنّية تحت شعار "فلسطين قضيتنا.. فلسطين تجمعنا" تضامناً مع فلسطين وشعبها، وإنتصاراً لعملية "طوفان الأقصى"، ودعماً لقطاع غـــ زّة والضفّة الغربية في مواجهة الــــ عـــ دوان الـــإســـ رائيـــ لي الغاشم.
ويمكن تلخيص هذه الدلالات بأبرز النقاط التالية، وهي:
أولاً: كان الحضور الجماهيري في اللقاء لافتاً فهو إلى جانب أنّه كان حاشداً فإنّه جمع فاعليات الضنّية السّياسية كلّها، تقريباً، سواء بالحضور شخصياً، أو عبر إرسال ممثلين عنها، إضافة إلى مجيء وفود وأشخاص من مختلف بلدات وقرى الضنّية ومن مختلف الطوائف الدينية والتّيارات السّياسية، إضافة الى حضور رمزي له أهميته لأعضاء النادي الثقافي الفلسسطيني العربي.
ثانياً: سُجّل للضنّية أنّها لم تغب عن إقامة لقاءات جماهيرية تضامنية مع قطاع غـــ زة، شأنها في ذلك شأن بقية المناطق اللبنانية الأخرى، لتثبت بوضوح تعاطفها القومي والديني والإنساني مع القطاع وأهله، ودعمها القضية الفلسطينية، إنسجاماً مع تاريخ المنطقة العروبي والقومي المحفور في وجدان أهلها.
ثالثاً: جاء حضور منسق تيار المستقبل في الضنية هيثم الصمد، على رأس وفد، ممثلاً الرئيس سعد الحريري في اللقاء، ليعكس تقارباً قام به الأخير في المرحلة الماضية مع النائب جهاد الصمد، كونه الجهة الداعية والمنظمة للقاء الجماهيري، بعدما سبق ذلك لقاءات عدّة وإتصالات بين النائب الصمد وقيادات رفيعة في التيّار الأزرق.
رابعاً: إعتُبر حضور النائب طه ناجي اللقاء عن جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) وعضو المكتب السّياسي للجماعة الإسلامية عزّام الأيوبي، وجلوسهما معاً جنباً إلى جنب، وإلقاء كلّ منهما كلمة بالمناسبة، علامة فارقة وحدثاً غير مسبوق في العلاقة بين الطرفين، الذين تجمعهما سنوات عديدة من الخصومة السّياسية أفضت إلى تباعدهما، قبل أن يأتي لقاء بخعون التضامني مع غـــ زّة ويجمعهما، لأول مرّة، ما أثبت أنّ القضية الفلسطينية تجمع بين جميع الخصوم، ولا تفرّق، وجاء لقاء الطرفين أيضاً تماهياً مع الشّعار الذي رُفع في اللقاء، وهو: "فلسطين قضيتنا .. فلسطين تجمعنا"، كما فتح إلتقاء "الجمعية" و"الجماعة" الآفاق أمام جمعهما مجدّدا في إستحقاقات أخرى على قاعدة أن ما يجمعهما أكثر ممّا يفرّقهما.
خامساً: دأبت الضنّية في أيّ مناسبة جامعة التأكيد على وحدتها الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، وتقدّم ممثلين عنهم اللقاءات والإجتماعات، وإلقائهم كلمات بالمناسبة.
وهذا الأمر ترسّخ في لقاء بخعون التضامني بإلقاء عضو المجلس الشّرعي الإسلامي الأعلى السّابق الشيخ أمير رعد كلمة أكّد فيها "دعم غزة يكون بوحدتنا الوطنية والطائفية والمذهبية والشّعبية، وتآلفنا لنقف صفاً واحداً بمواجهة الـــ عـــ دو"، وقابله كاهن رعية حقل العزيمة الأب نقولا داود بقوله إنّ غـــ زة "تعيش مأساة إنسانية لا مثيل لها، وأنّ ما يحدث في فلسطين هو نتيجة إمتهان كرامة الإنسان".
سادساً: كان التفاعل مع كلمة النائب جهاد الصمد كبيراً وحماسياً خلال اللقاء، وبعده على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، نظراً لما تضمّنت من مواقف تُعبّر عن إنتماء ووجدان أهالي الضنّية تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.
لكنّ النائب الصمد أطلق في اللقاء موقفاً لافتاً عندما اعتبر أنّ "الكلام عن حلّ الدولتين هو مضيعة للوقت، ليس لأنّه حلّ لا أمل له في الحياة، بل لأنّ إســـ رائيــــ ل ترفضه من الأساس، وتعمل على تقويضه بلا كلل أو ملل، ما يجعل فكرة حلّ الدولتين تموت قبل أن تولد"، مقترحاً في المقابل حلاّ، يُنتظر له أن يتفاعل في الأيّام المقبلة، عندما رأى أنّ "الحل الوحيد هو قيام دولة واحدة هي دولة فلسطين وعاصمتها القدس، يعيش فيها العرب، مسلمين ومسيحيين، واليهود في دولة فلسطين العربية، كما كانوا يعيشون معاً قبل نشوء دولة الكيان الــ صـــ هيـــ وني، ونقطة على السطر. دولة على العرب أن يتعلموا فيها الديمقراطية، وعلى اليـــ هود التخلي عن فكرة الــ صـــ هيـــ ونية".