بلبل أفندي من بساتين ليمون طرابلس إلى كل بيت ليصبح ماجد أفيوني بلبل لبنان في الكوميديا والتراجيديا
روبير فرنجية :التقيت الفنان الراحل ماجد أفيوني أيام تلفزيون طرابلس الذي كان يملكه الرئيس الراحل عمر كرامي ويديره الأستاذ عثمان مجذوب .
كنت أقدم فيه برنامجاً فنياً إسمه " زهر يا صيف " ويتولى إخراجه الزميل محمد سلطان .
ضم هذا التلفزيون يوم إنطلاقته باقة من الإعلاميين الشماليين أذكر منهم الإعلامي نزيه الأحدب الذي أصبح نجماً في البرامج السياسية وعمر السيد الذي أصبح مراسلاً لقناة الLBCI شمالاً .
سألت أفيوني إبن طرابلس أين تحب أن نصور الحلقة فإقترح " قهوة فهيم " و" قهوة التل العليا " لكن ظروفه العملية جعلتنا نصور الحلقة في إستديو بيروتي لم أعد أذكر أسمه .
كل ما أتذكره صوته وعوده ورفيقه الممثل علي دياب الذي كان معه وسجلنا له حواراً أيضاً .
كان ماجد أفيوني يومذاك نجماً بعد تجسيده كاركتير " بلبل أفندي " في مسلسل " الدنيا هيك " مع الكاتب محمد شامل بثنائية رائعة وظريفة مع الممثلة الراحلة ليلى كرم ( وردة ) وعبارته الشهيرة " يا وعدي " التي عاد وإستخدمها الفنان غسان الرحباني متقمساً شخصيته في الجزء الثاني من الدنيا هيك والذي أخفق في تسسجيل نجاح الجزء الاول .
أفيوني قال لي في ذاك اللقاء أنه يتمنى أن يستمر المسلسل عمراً لأنه يشكل " فشة خلق " للناس المشتاقة الى البسمة في الحرب .
استعاد كاركتيره في مسلسل " العائلة السعيدة " وهو " كمون وينسون " وترحم على شرنو وأرسل سلاماً لزوجته القديرة عليا النمري ( شروف ) وجورجيت صايغ ( منيرة ) ونسيت باقي التفاصيل .
اللقاء معه كان ممتعاً وأكتشفت فيه فناناً مثقفاً يتقن التراجيديا والكوميديا .
احتضن عوده وغنى الطرب القديم وبدا موسوعة في هذا الارشيف الغنائي .
حين عرف أنه في برنامجي أستضيف مشاهير الشمال سألني : هل صورت مع سميرة بارودي وعبد المجيد مجذوب وجورج شلهوب وشكري أنيس فاخوري واولاد عمه جناح وكفاح و….
لا أعرف أين أصبح أرشيف هذا التلفزيون وليتنا نستطيع أن نستنسخ حلقات نادرة منه مع نجاح سلام التي هاجمتنا بعد الحلقة إذ إعتبرت أن الإضاءة سببت لها ألماً في عينيها .
كذلك هناك حلقات مع الصبوحة وجوزاف ناصيف ومارون كرم واسعد السبعلي وعصام رجي و….
بالعودة الى حلقة ماجد أفيوني الذي قال فيها أنه من السعداء أن الشمال يشهد هدؤاً أمنياً ولا تسجل فيه ضربة كف ( الحوار مطلع ١٩٩٤)وانه يحن لشوارع طرابلس وخاناتها ومساجدها وكنائسها وقلعتها ورائحة الحلويات والبن فيها .
وبدا سعيداً ان في طرابلس محطة تلفزيونية يقف أمام عدستها ويستعرض بعض أعماله وينصحنا بمسلسل لنجوم الشمال يتولى إخراجه بإسم نصر :
مع الكبيرة نور الهدى في نوارة ومع هالة شوكت في الوادي الكبير ومع نهى الخطيب سعادة في البخلاء ومع امال عفيش وهند طاهر في سحر ومع السي فرنيني وعيد المجيد مجذوب ولمياء فغالي في بنت البواب حيث أدى موشحاً جميلاً ومع زينة ملكي في بائع الأمثال ومع الكبار مثل شوشو وابراهيم المرعشلي وأيام المسرح الذي قال بأنه لن يتكرر .
حمل أفيوني ألبوم صوره وراح يطلعنا على صور نصفها بالأسود والأبيض مؤرخة بالتواريخ والأسماء .
مع صباح عشرات اللقطات الفوتوغرافية في مسرحيتي حلوة كتير وست الكل .
مع جورجيت صايغ ومروان محفوظ في عمل " من يوم ليوم " .
مع طروب في حوار جميل .
مسلسلات : الحنين في الليل مع عبد المجيد مجذوب وامال عفيش أطال الله بعمرهما .
من أثينا اليونان مسلسل المرأة من اخراج جورج غياض وكتابة نبيل غصن وفي الصورة يظهر مع مرسال مارينا .
مسلسل " الحكم لكم " في الثمانينيات وحلقة زنوبيا ملكة تدمر .
عازف الليل مع الاميرة هند أبي اللمع واحمد الدين والياس رزق ولميا فغالي .
مسلسل الامانة الذي عرض في التلفزيون الليبي سنك ١٩٨٢ وكان فيه الثنائي مرسيل مارينا وسمير معلوف وخالد السيد وامال العريس احدى أمهات التلفزيون وفيه ايضاً الممثلة نبيلة كرم التي اختفت من الساحة باكراً .
في استديو ١٩٨٨ اجتمع نجوم طرابلس على مسرح النجوم من سميرة بارودي وماجد أفيوني وصلاح صبح ومعهم النقيب احسان صادق .
في الأفلام السينمائية وقع نظرنا على أفيش فيلم " نساء للشتاء " وفيه أبو صياح الممثل رفيق السبيعي ونيللي ومحمد جمال .
وفيلم الإنفجار الذي كتبه طلال حيدر وفيه مدلين طبر ابنة زغرتا وباقة من النجوم المخضرمين .
مع الممثلة السورية نادين خوري في مسلسل تاريخي هو " للذكرى " .
ماجد أفيوني (مواليد ٢٥ كانون الثاني ١٩٣٣ ) بقي رغم أوجاعه والطفر يناضل ليبقى على الشاشة فحضر مع كارين وفادي في مسلسل " مرتي وانا " زوجاً للممثلة نجلاء الهاشم ووالداً للممثل فادي شربل .
قال لي بأنه يمتلك نصوصاً غنائية ومشروع اسطوانة وحين سألته لماذا لا تسجل هذه الاغاني رد ضاحكاً : يدي في حزامك …
أسمعنا وأطربنا أمام العدسة وبعد الحلقة . تواعدنا على لقاءات في الشمال لكن ذلك لم يحصل .
رحل عن الشمال وعن هذه الدنيا باكراً .
الدين كتبوا حزن غيابه كانوا أقل من أصابع اليد أبرزهم رفيق جلساته الممثل سمير شمص والممثل عدي رعد الذي كتب :الفنان الكبير المرحوم ماجد أفيوني كان موسوعة متنقلة ... كان يختزن في رأسه كمية كتب هائلة ...ومعلوماته متنوعة بين العلمي والديني والتارخي والادبي ..ومن حسن حظي اننا كنا اصدقاء ..من احاديثه :
قيل لأعرابي :
قالوا مات ابوك ........قال : تيتمّت .
قالوا ماتت أمك .......قال :فقدتُ الحنان .
قالوا مات اخوك .......قال :كُسِر ظهري .
قالوا ماتت زوجتك.....قال :بدّلت فراشي .
قالوا مات ابنك ........قال : دُفِنتُ حيا ...