المـــ جـــ ازر الـــإســـ رائـيـــ لية في غـــ زّة: تاريخ من الشّــــ هـــ داء والدّماء
19 تشرين الأول 2023

المـــ جـــ ازر الـــإســـ رائـيـــ لية في غـــ زّة: تاريخ من الشّــــ هـــ داء والدّماء

عبد الكافي الصمد

هي الحرب الأقسى والأعنف والأشدّ إجراماً التي تخوضها إســــ رائــيــــ ل في مواجهة المــــ قــــ اومة الفلسطينية في قطاع غـــ زّة منذ 18 عاماً، والتي تعتبر بالنسبة للــــ صــــ هـــ اينة حرب حياة أو موت، بعد الصدمة غير المسبوقة التي تلقوها في عملية "طــ وفــ ان الــأقـــ صـــى" التي نفذتها المـــ قـــ اومة في 7 تشرين الأول الجاري، وكسرت فيها الكثير من القواعد العسكرية والسياسية، ورسمت معالم مرحلة جديدة من الصراع العربي ـ الـــإســــ رائيـــ لي.

فمنذ إنسحاب الجيش الـــإســــ رائيـــ لي من قطاع غزّة في 15 آب من عام 2005 بعد 38 عاماً على احتلاله له، شنّ الصـــ هـــ اينة 6 حروب على القطاع، تعتبر الحرب التي ما تزال دائرة حتّى اليوم الأشدّ إيلاماً للـــ صـــ هـــ اينة الذين فاقت ردّة فعلهم الإجرامية والإنتقامية بحقّ القطاع أيّ إجرام أو إنتقام سابق في حروبهم الستّة الآنفة الذكر.

حرب إســـ رائيــــ ل الأولى ضدّ قطاع غـــ زة وقعت في عام 2008، بعد 3 سنوات من إنسحابها منه، إستمرت 23 يوماً (هي الأطول حتى اليوم) وأوقعت 1430 شـــ هـــ يداً، والحرب الثانية في عام 2012 إستمرت 8 أيّام وأوقعت 180 شـــ هــــ يداً، والحرب الثالثة في عام 2014 إستمرت 15 يوماً وأوقعت 2322 شـــ هــــ يداً (يعتبر عدد شـــ هـــ دائـــ ها الأكبر من بين نظيراتها الستّ)، والرابعة عام 2021 التي استمرت 11 يوماً وأوقعت 250 شـــ هــــ يداً، والخامسة عام 2022 التي استمرت 3 أيّام (تعتبر الأقصر زمنياً) وأوقعت 49 شـــ هــــ يداً، والسّادسة الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأوّل الجاري وما تزال مستمرة حتى اليوم، وأعداد الـــ شــــ هـــ داء فيها في ارتفاع مستمر، خصوصاً بعد الجريمة النكراء التي ارتكبها الصـــ هـــ اينة بقصفهم المستشفى المعمداني في غــــ زة، والذي فاق عدد شـــ هــــ دائه الألفين، فضلاً عن قرابة 3 آلاف شـــ هــــ يداً، بينما آلة القتل والحرب التدميرية الـــإســـ رائيـــ لية ما تزال دائرة، وتحصد يومياً الأبرياء والمدنيين فضلاً عن الدّمار الواسع فيه.
فخلال الحروب الخمس السّابقة سقط في حروب إســـ رائيـــ ل ضد قطاع غــــ زّة 4231 شـــ هــــ يداً، وهو رقم يتوقع في ضوء الأعداد المتزايدة للـــ شــــ هـــ داء أن يرتفع عددهم في الحرب السّادسة الدائرة حالياً أكثر من الحروب الخمسة السابقة، نظراً لحجم الإنتقام الصــــ هيـــ وني من القطاع، ومن مقــــ اومتــــ ه التي أذاقته في عملية "طـــ وفـــ ان الــأقــــ صــى" هزيمة لم يتجرّعها منذ نشأته عام 1948، اللهم باستثناء حرب عام 1973.

ويمكن تصوّر حجم ضراوة الحرب الدائرة حالياً في قطاع غـــ زّة عند معرفة أنّ العدد التقريبي للـــ شــــ هـــ داء الذي سقطوا حتى اليوم يناهز 3500 شـــ هـــ يداً، وهو رقمٌ مرجّح لأن يرتفع في ضوء إستمرار الـــ عـــ دوان الــــإســــ رائيـــ لي الغاشم على القطاع ما سيجعل عدد هؤلاء الـــ شــــ هـــ داء في حرب واحدة يفوق عددهم في الحروب الخمسة السّابقة، ويعطي إنطباعاً عن حجم الإجرام الـــإســــ رائيــــ لي والعنف الذي يمارسه بلا أيّ ضابط وأيّ ردع.
والمفارقة اللافتة في الأمر أنّه برغم الجرائم والمــــ جازر التي ترتكبها إســـ رائيــــ ل في قطاع غــــ زّة والأراضي الفلسطينية المـــ حتــــ لة، فإنّ المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي واليابان ومن يدور في فلكهم لم يدينوا إســــ رائيــــ ل بأيّ كلمة أو عبارة أو موقف على جرائمها، برغم دلائل وشهادات منظمات وجهات دولية محايدة إتهمت بوضوح إســــ رائيــــ ل بإرتكاب جرائم حرب في غـــ زة، وفي جنوب لبنان عندما أطلق الجيش الـــإســــ رائيــــ لي النار على سيارة صحافيين أدت إلى إســـتـــ شهــــ اد أحدهم وجرح ستة آخرين، لا بل أعلن المجتمع الدولي دعمه لها، سياسياً وعسكرياً ومالياً وإعلامياً ولوجستياً، وجعل المجتمع الدولي إيّاه يكيل بمكيالين في تعاطيه مع الأحداث الدولية.
غير أنّ هذه المفارقة رافقها أسى كبير تمثل في تجاهل أغلب الدول والحكومات العربية والإسلامية ما يجري، فمنهم من صمت، ومنهم من إستنكر بخجل ومنهم من أيّد عـــ دوان الصــــ هـــ اينة على غزّة من غير أن يرفّ له جفن.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen