حـــ زبـــ الـــلـــ ه سلَّم الراية لأصحابها ويده على الزناد!
مرسال الترس
صحيح أن أسبوعاً حافلاً بالتطورات العسكرية غير المسبوقة من حيث نوعيتها قد سُجِّلت في الأيام التسعة الماضية ولكّن الرسائل التي وجهت من خلالها كانت أشد وطأة على أحد أفرقاء الصراع وهو الـــ عـــ دو الـــإســـ رائيـــ لي الذي سيبقى سنوات، وربما عقوداً، في دراسة خلفيات ما حصل.
وربما لن ينسى تداعياتها بإعتبار أنها توازي أحداث الحادي عشر من أيلول بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية.
أما على صعيد الرسائل فقد قرأ المراقبون العديد منها ولعل أبرزها التالي:
♦أن حـــ زبـــ الـــلـــ ه الذي كان رأس حربة الـــ مـــ قــ اومة منذ مطلع الثمانينات وتوجها بإخراج جيش الـــ عــ دو "قهقرة" من الجنوب اللبناني.
ومن ثم تصدى له ببسالة في بعض المواقع الجنوبية ولاسيما مارون الراس وبنت جبيل على هامش حرب العام 2006، فقد سلّم الراية إلى مـــ قـــ اومة قطاع غـــ زة (وتحديداً حـــ ركـــ ة حـــ مـــ اس وداعميها) وهو المكان الأجدر بفعل الـــ مـــ قــ اومة إزاء الـــ عـــ دو الـــإســـ رائيـــ لي الذي إغتصب أرض الأهل والأجداد منذ ثمانية عقود.
فيما بقيت الـــ مـــ قــ اومة في لبنان على أهبة الإستعداد ويدها على الزناد لتقديم أية تضحية مطلوبة.
♦إن نقل الـــ مـــ قــ اومة إلى غـــ زة وربما مناطق أخرى من الأراضي المــ حتـــ لة قد سحب فتيل تلك القنبلة الموقوتة التي تُسمى بـ "المذهبية البغيضة" التي حاول الـــ عـــ دو الـــإســـ رائيـــ لي العمل على تغذيتها في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط لتقسيم شعوب المنطقة وتحويلها الى تجمعات صغيرة متحاربة فيما بينها والكيان الـــإســـ رائيـــ لي هو الأقوى بينها ويعمل على تأجيج خلافاتها.
♦إن تحرك مـــ قــ اومة غــ زة بهذه القوة والتركيز والفعالية قد قطع الطريق على العديد من الأنظمة في العالم العربي التي كانت تتجه للتطبيع وإقامة العلاقات العادية مع الكيان الـــإســـ رائيـــ لي الذي كان يعتبر هذه المرحلة من أفضل مراحل تأسيسه.
فاذا بمـــ قــ اومة الداخل قد نسفت كل المعطيات وقلبت الموازين رأساً على عقب.
وأعاد الأمور الى ما دون الصفر وقد ظهر نماذج عن ذلك في تلك التظاهرات الضخمة التي جابت العديد من شوارع العواصم العربية والاسلامية.
بات واضحاً للمراقبين أن رد الفعل الخارج عن المألوف الذي إعتمدته السلطات التي تتحكم بالكيان الصـــ هيـــ وني قد عكس حجم الصدمة التي ضربت أسس ذلك الكيان بالصميم وأخرجته عن طوره ودفعته الى التفكير في تنفيذ معادلة يتم العمل عليها منذ سنوات وتقضي باقتلاع غـــ زة ودفعها إلى صحراء سيناء، متجاهلاً -عن غباء ربما – أن ما سيكون بعد "طوفان الأقصى" هو مختلف تماماً عما كان قبله.