إستراحة محارب في طرابلس!..
في غمرة الانشغالات والضغوط السياسية ومواجهة محاولات التعطيل.. وقبل انعقاد جلسة مجلس الوزراء لتلبية حاجات الناس وما يرافقها من افتراءات واتهامات من قبل من يسعون الى تحقيق بعض المكاسب، اعطى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لنفسه قسطا من الراحة هربا من “وجع القلب” اليومي، فأمضى في مدينته طرابلس يوما كاملا منحه بعضا من السكينة والهدوء بعيدا عن ضوضاء العاصمة بيروت وملفات السراي الحكومي.
بالامس، تخفف الرئيس ميقاتي من أثقال البروتوكول ومارس عفويته المعهودة مع عدد كبير من ابناء مدينته الذين علموا بزيارته فسارعوا الى دارته في الميناء لملاقاته بكثير من المحبة والتأييد، والتأكيد على دعم مواقفه في الحفاظ على مقام رئاسة الحكومة وهيبتها وحماية الصلاحيات واحترام الدستور والتصدي للهجمة الممنهجة التي يتعرض لها، وتقديم كل الدعم في تلك المسيرة السياسية الشائكة التي ارتضاها لتمرير هذه المرحلة البالغة الصعوبة والدقة من تاريخ لبنان.
لقاءات عدة عقدها الرئيس ميقاتي منذ الصباح الباكر بعيدا عن عدسات المصورين، بدأت مع مسؤولي قطاعات “العزم” للاطلاع منهم على سير العمل في المؤسسات الخدماتية صحية وتربوية وأكاديميًة واجتماعية وإنسانية والتأكيد على ضرورة بذل الجهود من اجل الاستمرار في التقديمات بحسب الامكانات المتاحة، كما كانت له لقاءات مع مشايخ وشخصيات ونقابات عمالية وهيئات اهلية وعدد من المواطنين، مستمعا الى هواجسهم ومشاكلهم ومؤكدا وقوفه الى جانب مطالبهم والسعي لتلبيتها.
كان لليوم الطرابلسي بالنسبة للرئيس ميقاتي وجهان، الأول، التأكيد بأن رئاسة الحكومة وهموم الوطن السياسية ومواجهة الاعتداءات على الصلاحيات والدستور لن تثنيه عن متابعة شؤون اهله في طرابلس التي كانت وما تزال تشكل له البوصلة، والثاني، الاستزادة من محبة الناس ودعمهم ما يعطيه المزيد من القوة والصلابة في مواجهة التحديات المفروضة عليه.
هي استراحة محارب كانت في طرابلس أمس، تبدل معها المزاج بلهفة اللقاء وفعل الوفاء الذي تجسد محبة واحتضانا لدولة الرئيس الطرابلسي.