لماذا يتقاطع "الثنائي الشيعي" وفرنجية؟
مرسال الترسسقطت قوى الرابع عشر من آذار (التي تحول الجزء الأكبر منها الى ما يُطلق عليه تسمية "المعارضة الجديدة") في تقدير كيفية إدارة مرحلة الإستحقاق الرئاسي لرئيس الجمهورية الرابع عشر، بعدما نجحت في إدارة مرحلة الرئيس الثاني عشر (العماد ميشال سليمان)، وتبعثرت في عهد الرئيس الثالث عشر (العماد ميشال عون).
فإنطلقت هذه المجموعة من الأفرقاء قبل سنة من الآن على ترشيح إسم، ثم عدّلت مزاجها بعد فترة، عاكفة عنه ومفتشة عن بديل له لإكمال المعركة، فضحّت برئيس حركة الإستقلال النائب ميشال معوض لصالح الوزير السابق جهاد أزعور لتحاول منذ فترة ركوب موجة قائد الجيش العماد جوزيف عون، مع العلم أن بعض محاورها تعمل على إسقاط الإسم من السباق (رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل) في حين أن أفرقاء آخرين مترددين في التبني (ومنهم حـــ زبــ القوات اللبنانية).
على خط مقابل ظهرت القوى المواجهة متمسكة حتى العظم بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهي منذ أعلنت دعم ترشيحه وهي تؤكد أسبوعاً بعد آخر ، لا بل بشكل شبه يومي، بتجديد إلتزامها رغم كل الضغوط التي تتعرض لها، والإغراءات التي "تهد أعتى السياسيين" ناهيك عن الإعلام الذي "لا يأخذ نفساً " في محاولات تهشيم المواقف، أو تشويه السمعة، أو فبركة الشائعات... من دون أن يتمكن من إثباط عزيمة الفريق على تعديل موقفه ولو قيد أنملة.
وبات واضحاً لدى المراقبين في الداخل، والساعين إلى الوساطات في الخارج، أنه وعلى هذا المنوال فأن لائحة الأسماء لدى "المعارضة "ستطول وتطول وهو ما يظهر من خلال التداول بسلسلة من المرشحين لا تنتهي ولا تستقر.
فيما عقد "الثنائي الشيعي" وفرنجية مع حلفائهما الخناصر على الصمود حتى يجد الفريق المواجه نفسه متهالكاً ومتصدعاً، فيسعى الى حفظ ماء وجهه والنزول عن الصخرة التي تعلّق بها وظن نفسه محمياً بتضاريسها.
وكلما حاول إعلام المعارضة التسلّل من ثغرة ما، ليدق إسفيناً يوحي بتراجع الثنائي، أو بتفكير فرنجية بالإنسحاب، حتى تؤكد له الساعات التي تلي أن محاولاته ما هي إلاّ أضغاث أحلام عاش عليه "المعارضون" لبعض الوقت من دون جدوى.
لا بل يجد أن الطرفين متشبثان بمواقفهما حتى قيام الساعة، كما جاء على لسان أحد أركان هذا التحالف منذ أيام! ويبدو أن أيا منهما لا ينوي إتخاذ أي قرار آحادي بدون العودة للآخر.
لا بل أن مواقفهما تزداد تماسكاً عند أي "تجربة" إستمالة أو محاولة ضغط.
مجيدين أسلوب العض على الأصابع الذي مرّ في تجاربه كلاً منهما في العديد من المفاصل السابقة التي كانت ظروفها أشد وطأة وإيلاماً مما هو حاصل في هذه المرحلة.