نقاط تقاطع ملفتة بين مخيمي عين الحلوة ونهر البارد!
مرسال الترستوقف المراقبون بإهتمام عند الأحداث الأمنية التي إجتاحت مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الرابض على كتف عاصمة الجنوب مدينة صيدا خلال شهري آب وأيلول الماضيين، فوجدوا فيها، ومع الحيثيات المحيطة بها، نقاط تقاطع عدة مع الأحداث الأمنية الكبيرة التي عصفت بمخيم نهر البارد عام 2008، والتي قد تكون ربما من باب الصدفة أو من باب التوقيت المدروس الذي يخفي وراءه أكثر من علامة إستفهام كبيرة وأبرز هذه النقاط التالية:
♦ التوقيت الملتبس لإندلاع الأحداث الأمنية في المخيمين، والذي توافق في المرحلتين مع فترة من الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية، المتزامن مع تجاذبات حادة في الأوساط السياسية اللبنانية التي لم تتوان بعض أطرافها عن إستغلال تلك الأحداث وتوظيفها لصالحها!
♦محاولة إقحام الجيش اللبناني في الصراع القائم بين أطراف فلسطينية أحداها في الحالتين ينتمي إلى جهات إسلامية متطرفة.
مع التذكير بأن أحداث مخيم نهر البارد قد أدّت الى إستشهاد العشرات من خيرة جنود الجيش.
فيما إقتصرت إشتباكات عين الحلوة على إستهداف أحد المواقع العسكرية وسقوط عدد من الجنود جرحى.
♦تنتهي الأحداث والصراعات الدامية دائما بهروب المتسببين في إندلاعها بأساليب تغلفها السرية (في الأولى شاكر العبسي "فتح الإسلام" المسؤول عن مهاجمة أحد المراكز العسكرية بالقرب من مخيم نهر البارد، وفي الثانية تردد أن ثلاثة من متسببي الأحداث "الشباب المسلم" الذين شاركوا في إغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة صيدا، اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه، قد تمكنوا من الخروج من المخيم بإتجاه الأراضي السورية)!
اللافت أنه في كلا الحالتين كان الصراع فلسطيني - فلسطيني وإنما بإيحاءات خارجية ليست بعيدة عن الــــ عـــ دو الــــإســـ رائــ يلي أو من يتحالف معه، ولكن في الحالتين أيضاً كانت لأهداف لبنانية محددة، ومن يدفع الثمن عادة وبدون مقابل هم الفلسطينيون اللاجئون الذي تعمل أكثر من جهة دولية على إنهاء قضيتهم بأي ثمن، وذلك بتوجيه واضح من سلطات الــــ عـــ دو الــــإســـ رائــ يلي وبغض طرفٍ أحياناً كثيرة من السلطات الفلسطينية التي لم تستطع تكوين سلطة فعلية كما وعدت إتفاقات أوسلو التي تم توقيعها قبل ثلاثة عقود بالتمام والكمال وما زالت بإعتراف العديد من الجهات بأنها حبر على ورق، فيما سلطات الـــإحتـــ لال توسع من رقعة مستوطناتها لإبتلاع المزيد من الأراضي.
وبموازاة ذلك يتوسع التطبيع بخطى ثابتة، نحو شرق أوسط جديد رَسَمت خرائط طريقه الإدارة الأميركية منذ عقود.