سرقات بقاعصفرين تتفاعل: البلديّة تحمّل القوى الأمنيّة المسؤوليّة
تفاعلت مشكلة السّرقات التي تعرّضت لها منازل تعود لمصطافين في بلدة بقاعصفرين في الضنّية، قبل أكثر من أسبوع، بعدما حمّل رئيس البلدية بلال زود «مسؤولية ما يجري أو ما سيجري للقوى الأمنية كافّة، وبالتحديد وزارة الداخلية».
المشكلة التي تواجهها البلدة، وبلدات أخرى في المنطقة سنوياً في مثل هذه الأيّام، تفاقمت هذا العام بعد اتهام زود للقوى الأمنية برفض التحرّك لملاحقة الفاعلين، إذ أوضح زود في بيان أنّه «بعدما تبلّغنا عن سرقة منازل بالجملة في بقاعصفرين تعود لأهالي طرابلس الذين يقطنونها صيفاً ويتركونها مقفلة شتاءً، وبعد التحرّي والبحث اللذين أجرتهما شرطة البلدية، توصّلنا إلى معرفة عدد من أسماء الأشخاص الذين يقومون بعمليات السّرقة بمساعدة آخرين، وقد أبلغ رئيس البلدية شخصياً القوى الأمنية كافة من دون استثناء بالأمر، إلّا أنّها رفضت التحرّك بحجّة عدم قدرة النظارات والسّجون على الاستيعاب، وعدم بتّ القضاء في ملفات الموقوفين للتخفيف من أزمة السجون وإصدار الأحكام والبتّ في إخلاءات السبيل».
وأعاد زود التذكير بما حصل مع البلدية الصيف الماضي «عندما تدخّلت في حلّ إشكال من صلاحيات البلدية بعد اعتداء شخص من طرابلس على جاره في البناء، والتي تبعته شكوى من وزارة الداخلية ضد رئيس البلدية تمنعه من صلاحيته، لهذا السبب ولغيره سوف نتقدم من النّيابة العامة الاستئنافية بإخبار لإجراء المقتضى القانوني».
تطورات الأمر على هذا النحو دفعت زود إلى السؤال عما إذا كان الهدف من وراء ذلك «هو ضرب بلدة بقاعصفرين إعلامياً وفعلياً لأنّها محسوبة سياسياً على طرف معين؟ أم ضرب المنطقة سياحياً عبر مشروع ممنهج كي تتحول السّياحة فقط إلى مناطق أخرى مجاورة، خصوصاً بعد نجاح بعض المشاريع السياحية في المنطقة وخصوصاً مشروع أعالي الجبال؟ أسئلة تنتظر إجابة من المعنيين».
موقف بلدية بقاعصفرين جاء بعد أيّام من تفقّد عدد من أصحاب الشّقق السكنية في مبنى أحمد وريدي، الكائن على طريق الفيلات في البلدة، منازلهم حيث فوجئوا نهاية الأسبوع قبل الماضي بدخول مجهولين إلى تلك الشّقق وسرقة بعض محتوياتها، وتخريب تمديدات كهربائية وصحيّة فيها، فضلاً عن تكسيرها.
وأوضح عدد من هؤلاء لـ«الأخبار» أنّهم وجدوا الأبواب الحديدية لعدد من تلك الشّقق مفتوحة، وبأنّ مجهولين أقدموا على الدخول إليها من منور المبنى، مستغلين عدم وجود أحد فيها، من نواطير أو سكّان، كونهم جميعهم يخلون تلك الشّقق شتاءً وينزلون إلى مدينة طرابلس وضواحيها، بسبب برودة الطقس القاسية في مثل هذه الأيّام في البلدة التي ترتفع أكثر من 1300 متر فوق سطح البحر، سواء أكانوا من أهالي البلدة ومغتربيها الكثر، أو من مصطافيها الذين يقصدونها صيفاً للإقامة فيها، إما باستئجار شقق فيها أو امتلاكها، من مدينة طرابلس والقلمون والمنية وصولاً إلى بيروت، فضلاً عن عدد من الخليجيين.
وكشف آخرون من الذين توافدوا إلى البلدة، بعدما تلقّوا تباعاً أخباراً عن تعرّض شققهم للسّرقة والتخريب والتكسير، بأنّ أشخاصاً قاموا بسرقة معدّات كهربائية وأغراضاً منزلية إلى جانب مضخات مياه وصنابير الحمامات والمطابخ، بعد قيامهم بتخريبها، وبأنّهم أبلغوا القوى الأمنية بالأمر، وكذلك البلدية التي طالبوها بتعيين نواطير لحماية أملاكهم فيها من التعديات خلال فصل الشتاء تحديداً.
لكن هذه ليست المرّة الأولى التي تتعرّض فيها شقق سكنية للسّرقة والتخريب في بقاعصفرين على أيدي مجهولين، وفي بلدات ومناطق الاصطياف الأخرى في الضنية، إذ بات الأمر يتكرّر سنوياً، خصوصاً أنّ المعتدين يستغلون خلو البلدة من أغلب سكّانها ومصطافيها، فيقدمون على فعلتهم بعيداً عن أنظار السكّان والمصطافين معاً.
كلّ ذلك يحصل في وقت باتت فيه بقاعصفرين تُعدّ في السنوات الأخيرة واحدة من أبرز وأهم بلدات الاصطياف في الضنّية، إذ يقصدها في كلّ صيف آلاف العائلات والأشخاص للإقامة فيها بسبب طقسها المعتدل وتكاثر المؤسسات السياحية والترفيهية فيها، خصوصاً في منطقتي جبل الأربعين وجرد النجاص، بحيث تمتلئ تقريباً كلّ شققها السكنية التي تربو على 40 ألف شقة بالمصطافين، سواء بالإيجار أو بالتملّك، لكنّها تخلو شتاء من قاطنيها بحيث لا يبقى فيها أكثر من 500 ـ 600 عائلة، يضاف إليها عدد مماثل من النازحين السّوريين المقيمين فيها صيفاً وشتاءً.