هل يكون الفاتيكان مدخلاً للحل الرئاسي في لبنان؟
20 أيلول 2023

هل يكون الفاتيكان مدخلاً للحل الرئاسي في لبنان؟

مرسال الترس

رغم جبروت وقوة الدول العظمى التي تتحكم بمصائر الشعوب على مستوى الكرة الأرضية(نسبة إلى الأسلحة المدمرة التي تمتلكها) تبقى حاضرة الفاتيكان (المرجع الأول للطوائف الكاثوليكية في العالم ومن بينهم الموارنة) "الأم الحنون" ليس للطائفة المارونية في لبنان فحسب وإنما لكل اللبنانيين وبخاصة بعدما إعتبرت أن هذا البلد ليس مجرد وطن عابر لأهله وإنما "كرسالة" على صعيد العالم أجمع كما وصفه قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إبان زيارته الرعوية إلى لبنان في العام 1997.

واذا كان العالم يتذكر بإستمرار المقولة التهكمية للزعيم السوفياتي جوزيف ستالين عندما أبلغه رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل في العام 1945 على هامش مؤتمر يالطا الذي قسّم العالم بين الكبار بأن بابا الفاتيكان قد أعلن الحرب على الزعيم الألماني أدولف هتلر، أجابه ستالين ساخراً: «كم دبابة عند بابا الفاتيكان؟».

 ولكن بعد خمس وأربعين سنة من تلك المقولة إنهار الإتحاد السوفياتي وتفتت دوله الخمسة عشر وبقي الفاتيكان تلك الدولة المؤثرة على صعيد العالم مكرساً قوته الروحية والمعنوية.
ولذلك فإن اللبنانيين بشكل عام يعولون في الكثير من أزماتهم وظروفهم الصعبة على ما سيقوم به بابا الفاتيكان.
وهم ينتظرون نتائج اللقاء الذي سيجمع في الأيام القليلة المقبلة بين البابا فرنسيس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المتشبث عبر موفده الرئاسي إلى بيروت جان إيف لودريان بالمهمة التي كلفه بها للبحث عن مخرج ملائم للأزمة الرئاسية في لبنان الذي يعتبره الفرنسيون "الجوهرة الثمينة" المتبقية بين أيديهم في شرق المتوسط. في وقت تتهاوى من بين أيديهم الجواهر السوداء في القارة الأفريقية.

ونتائج اللقاء الفرنسي – الفاتيكاني ستكون بين أيدي البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي سيصل إلى عاصمة الكثلكة الأسبوع المقبل عائداً من القارة الأسترالية، ومهمته ستكون إبلاغ القادة الموارنة أهمية خروجهم من عنادهم المتأصل، والتوجه نحو صيغة تجمعهم وتخفف عن البلاد معاناتها.  

 وفي حين يقول سيد بكركي في سرّه "على من ستقرأ مزاميرك يا داوود" لأنه بات على قناعة أن بعض هؤلاء القادة يجنحون بالتفكير نحو المطالبة بإجراء تعديلات على النظام (إتكاءً على مراجع خارجية يتوهمون أنها ستساعدهم) متجاهلين بأن أي تعديل على النظام القائم بين أيديهم، والمنبثق من اتفاق الطائف، سيكون وبالاً عليهم أكثر بكثير مما تجرعوه في مطلع التسعينات، لأن كل الآمال الزهرية التي يبنيها بعضهم على اللامركزية (المعززة مالياً) أو الفيدرالية أو ما يتفرع عنها لا تعدو كونها وجبات مسمومة ستنسيهم ما مرّ عليهم من صراعات وحروب!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen