إلى فلسطين ... إنها المطهر الساحات متعددة و العدو واحد
بقلم الأستاذ ناصر الظنطبادئ ذي بدء لابد من كلمة تضامن مع أهلنا في المغرب و ليبيا مع الدعاء لهم بالعون و الصبر و السلوان على الكوارث الأليمة التي حلت بهم و الحث على واجب المساعدة السريعة و الكريمة ..
بالعودة إلى الشهيد الدكتور عصمت المراد الذي إقتبسنا منه عنوان مقالتنا ، أعيد التأكيد بأنه عندما سعى مع الشيخ سعيد شعبان و الشهيد خليل العكاوي لتأسيس حركة التوحيد الإسلامي لم يكن بهدف قتال الأحزاب ، لا الشيوعين ، لا البعث، لا تشرين ، ولا جبل محسن ، بل كانت الفكرة الأساسية حشد الطاقات لمواجهة الإحتلال الــــإ ســــ رائيلي لأجزاء كبيرة من لبنان و الاستعداد لمقاومته بدل رفع الرايات البيضاء الذي فكّر البعض بتحضيرها ، فيما لو قررت إ ســــ رائيل التمدد بعدوانها شمالاً .
لا بل ترافق إعلان التوحيد مع الإنفتاح على سائر القوى و الأطراف ، و كان من أولى النشاطات السياسية و في أول رمضان عقب تأسيس الحركة ، إفطاراً جامعاً حضره الرئيس الشهيد رشيد كرامي رحمه الله مع سائر الشخصيات و القوى و الأحزاب الإسلامية و الوطنية و إحتضنته مدرسة الرسالة الإسلامية في أبي سمراء و التي كان يملكها الشيخ سعيد رحمه الله.
ولا أبيح سراً لو ذكرت أن الشهيد الدكتور عصمت قصد البقاع لعقد لقاءات مع قيادة الكتيبة الطلابية و فادة و كوادر من تيارها و مع قيادات من الحرس الثوري الايراني و قيادات من المجموعات الناشئة لــــلـــ مــــ قاومة الاسلامية (حـــــ زبــــ الـــــلـــ ه لم يكن قد تشكل بعد ) و كانت الغاية من هذه اللقاءات الوصول الى صيغة من التعاون و التنسيق بين هذه المجموعات و حركة التوحيد لمقاومة العدو الــــصــــ هــ يوني ..
كما أشير الى نتائج التحقيقات التي توصل اليها الجهاز الامني لحـــــ زبــــ الـــــلـــ ه بقيادة الحاج عــــ ماد مغنية رحمه الله حول مجزرة بئر العبد التي استهدفت العلامة السيد محمد حسين فضل الله و التي خلصت الى وجود شبكة كبيرة يقودها مجموعة من ضباط المخابرات الامريكية و الــــإســـ رائــ يلية و الشعبة الثانية و القوات اللبنانية ، هذه الشبكة حاولت إغتيال السيد فضل الله و الرئيس الحص و الوزير جنبلاط و نفذت الكثير من الجرائم منها إغتيال الدكنور عصمت رحمه الله و تفجير مسجد الإمام علي كرم الله وجهه في شارع المصارف في طرابلس , و أستطيع القول بأن حركة التوحيد كانت جزءاً فاعلاً في التحالف الوطني العريض الذي أسقط إتفاق 17 أيار الخياني مع الــــ عـــدو الــــ صــــ هيوني ، و قد ذكرني أحد الأصدقاء بما كان يردده الدكتور عصمت حول رهانه على غباء الــــ صــــ هاينة و غطرستهم و إستعلائهم ، و بالفعل هذا ما نراه بشكل شبه يومي من ممارسات عدوانية إستفزازية لا سيما في الأقصى والخليل ناهيك عن القتل و الطرد والإعتقال و التشريد ، و كان آخرها إجبار النساء و الحرائر على التعري مما أوجد وسيوحد ردات فعل مباشرة و غير مباشرة إنتقاماً و ثاراً و تضامناً من أهل النخوة و المروؤة والشهامة و التي تذخر بها فلسطين ، فلسطين المطهر ، و التي ينبغي أن تجمعنا جميعاً ( مع أسفنا الشديد لما يعارض هذا الكلام من إقتتال في عين الحلوة ومن ممارسات سلطة أوسلو في الضفة ضد الــــ مــــ قاومين )
و من علامات الجمع حالات التفاعل و التكامل بين العديد من الساحات ، و لوكان البعض لا يرغب بذلك ، فأصل تاسيس الكيان الــــ صـــ هيوني هو عدوان على كل فلسطين و كل العرب و كل المسلمين ، هذا الكيان الذي جاء ليكرس التجزئة داخل الأمة و ربما يحرسها ، كما هو التعبير العملي عن حالة الهيمنة الغربية على بلادنا ، أضف إلى ذلك إعتداءات الـــــ صـــ هاينة ليس على مناطق فلسطين فحسب بل على الكثير من الدول العربية ، فلبنان مثلاً تعرض لإعتداءات صــــ هــــ يونية كثيرة منها مجزرة حولا عام ١٩٤٨ و قصف طائرات الفانتوم الفرنسية عام ٦٧ رغم عدم مشاركته في الحرب حينها و من ثم تدمير طائرات مدنية في مطار بيروت عام ٦٨ ( كانت نظرية قوة لبنان في ضعفه )
وفي عام 1956 كان الــــ عدوان الثلاثي على مصر و في عام 1967 كانت الهزيمة لمصر و سوريا و الأردن و... وكان إحتلال إســــ رائـــ يل حينها للضفة و غزة و سيناء و الجولان و وادي عربة ... فان لم نوحد انفسنا يوحدنا العدو بعدوانه الجامع ... دون أن ننسى تضحيات العديد من الجيوش العربية الرسمية في حرب تشرين (رمضان ) 1973 ولا سيما مصر و سوريا و ...و مع أسفنا مما أعقب تلك الحرب من تراجع خطير عن الإلتزام السابق بقضية فلسطين و الذهاب التدريجي نحو الحلول "السلمية" و التطبيع ، لكن الأمة بمجملها لن تتخلى عن فلسطين .
هذا ما أكدته الأيام و السنين رغم كل السقطات و الخطايا بدءاً من زيارة السادات ثم كامب ديفيد ووادي عربة و أوسلو .
أوسلو الذي أذعن موقعوه لأميركا و للمحتل الــــإســــ رائـــيلي و فتحوا أبواب التطبيع الدولي ثم العربي مع العدو و نحن على موعد مع إستحقاقات داهمة لا سيما ما يخطط له الــــ صــــ هاينة من إقتحامات للمسجد الأقصى في فترة الأعياد اليهوديةهذه الأيام ، ناهيك عن المواجهات في ساحات و ميادين أخرى ، مع الأسرى في السجون أو الــــ مــــ جاهدين في الضفة أو ...
هذا العدو الذي يهدد و يعربد يقف عاجزاً امام خيمتين في شبعا وقد ينسحب من الجزء الشمالي من الغجر مقابل إزالة الخيمتين من تلال شبعا و عندها سنقول لمن يدّعون أنهم "سياديون" أنظروا في المرآة و إسالو أنفسكم ماذا قدّمتم للبنان ؟
أليس في ذلك إنجاز لــــل مــــ قاومة الباسلة التي تعادونها و تحرضون عليها صبحاً و مساءً.