بندر باسيل مفتوح في كل الإتجاهات!
14 أيلول 2023

بندر باسيل مفتوح في كل الإتجاهات!

مرسال الترس

بغض النظر عن التجاذبات القائمة داخل التيار الوطني الحر ولاسيما بين رئيسه النائب جبران باسيل وبعض الوجوه الحزبية في هذا الفريق الماروني الذين آثر بعضهم طي صفحته وإدارة ظهره ،وبين مجموعة صدرت قرارات تأديبية بحقها أبعدتها عن الصورة، يبدو أن رئيس التيار يرسخ حضوره فيه منذ العام 2015 برعاية ملحوظة من (عمه والد زوجته) رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون.

ويبدو أن باسيل يُمسك بزمام الأمور جيداً داخل التيار البرتقالي وقد حوّل مواقفه المتعلقة بالإستحقاق الرئاسي الى ما يشبه "البندر" (وهو إسم مذكر فارسي يعني الميناء أو مرسى السفن أو مقر التجار في المدينة حيث تجري عمليات البيع والشراء بشكل مفتوح) ولكن في بندر جبران هناك عمليات شراء وبيع فوق الطاولة وتحتها وفي كل الزوايا.
ولاسيما في ما يتعلق منذ نحو سنة بالإستحقاق الرئاسي.  
فبالرغم من أن تياره كان حليفاً إستراتيجياً لــــ حــــ زبـــ الــــلـــ ه تحت عنوان"إتفاق مار مخايل" (الذي وقعه مؤسس التيار العماد ميشال عون في العام 2006 إثر عودته إلى أرض الوطن من النفي الباريسي مع أمين عام الــــ حــــ زبـــ الــــســــ يد حــــ سن نــــ صــــ رالــــلـــ ه ) إلاّ أن باسيل أراد أن يناور، بعدما تيقن أن الــــ حــــ زبـــ يدعم في الإنتخابات الرئاسية رئيس تيار المردة سليمان فرنجية بدون أي منازع.

فاعتقد أنه بمناوراته يستطيع أن يحصّل ثمن موافقته على السير بفرنجية، إما بوعد له بالدعم في الإنتخابات الرئاسية التالية بعد ست سنوات، أو بحصة وازنة في العهد الجديد يكون له عبرها كلمة فصل.
وما زالت المفاوضات تتأرجح بين مد وجزر إلى أن كشف عضو كتلة "لبنان القوي" النائب آلان عون هذا الأسبوع أن "القبول بفرنجية لم يعد مستحيلاً وحــــ زبـــ الــــلـــ ه سيتنازل في المقابل عن أمور كان يرفضها.
لافتاً إلى أن "نتائج الحوار مع حــــ زبـــ الــــلـــ ه تظهر خلال أسبوعين بالإتفاق أو عدمه!
على خط موازٍ فتح باسيل خطوطاً كانت مقطوعة مع المجموعة التي تصر على حمل لواء المعارضة فأعلن تقاطعه معها على إسم الوزير السابق جهاد أزعور،  ظناً منه أنه يمارس ضغوطاً على حــــ زبـــ الــــلـــ ه ولكنه لم يفاجأ بمسألتين: أن "المعارضة" لم تثق به وهي كانت تدرك أنه يستخدمها كـ "فزاعة كروم"، وهو ظن أنه يتذاكى عليها، والمسألة الثانية تأكد أن حــــ زبـــ الــــلـــ ه ليس من الصنف الذي ينبهر بالمظاهر فرد له الصاع صاعين باللقاء بين النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يفعل باسيل المستحيل كي لا يصل إلى بعبدا.
أما السوق الثالث من بندر باسيل فكان بإتجاه المسؤولين القطريين الذين لا يتناغمون كثيراً مع ما يطرحه الفرنسيون لا بل أنهم يسعون لحمل علم السباق بدلاً عنهم.
الثابت في السياسة أنه من الأفضل الإختيار بين الأبيض والأسود أما من ينشط لفتح أبواب وأسواق متعددة فقد يجد يوماً أن كل الأبواب موصدة بوجهه!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen