إلى المسلحين الفلسطينيين...إتعظوا من الــ مــ قاومة في لبنان!
مرسال الترسبعد خمسة وسبعين عاماً على النكسة في فلسطين التي تحولت الى محتلة من قبل الكيان الـــــ صـــــ هيوني، وما تلاها من لجوء مذل، والإقامة في مخيمات أقل ما يقال فيها أنها مخيمات بؤس، لم يتعلم الفلسطينيون من تجارب العقود السبعة والنصف المنصرمة، لا بل أنهم يزدادون شراسة في التقاتل والتذابح بين من يُفترض أن يكونوا أخوة.
فتحولوا إلى قتلة يتصارعون في خدمة الأعداء لا أكثر ولا أقل.
وقد تكاثرت على الساحة اللبنانية ردود الفعل الشاجبة لهذا الصراع في البيت الواحد وارتفعت التمنيات والآمال بان يكون هذا السلاح موجهاً إلى الــــ عـــــ دو الـــاســــ رائــــ يلي، ولكن العديد من المراقبين توقفوا عند ما قاله عضو كتلة "التنمية والتحرير" (إبن الجنوب الذي عانى الأمرّين من الــــاحــــ تلالات الــــاســــ رائــــ يلية) النائب علي عسيران الذي قال: "من يأخذ منظاراً تاريخياً للشعوب العربية منذ القدم، يستنتج أن من يقتلون بعضهم البعض اكثر بكثير ممن تقتله إســــ رائــــ يل، وهذه الإشتباكات لا تولد إلا الدمار والخراب وإزهاق الأرواح وسقوط الجرحى في صفوف شعب يعاني منذ 70 عاما".
اللافت في هذا التقاتل الفلسطيني أنهم لم يأخذوا أية عبرة من آداء الـــــ مـــــ قاومة في لبنان التي إنطلقت إثر الإجتياح الــــاســـ رائـــت يلي للعاصمة بيروت في العام 1982 ، وبدأت (من منطلق "إعرف عدوك") تبني مدماكاً إثر آخر لتحصين الساحة الداخلية من الإختراقات المعادية، ولتمتص كل المحاولات التي هدفت إلى جرها للتقاتل الداخلي (على سبيل المثال لا الحصر : الأحداث الأمنية في مستديرة الطيونة أو خلدة أو ما يشابههما) من أجل حماية ظهرها في الداخل، لا بل إنها إتجهت لتسجيل إتفاقات تاريخية (إتفاق مار مخايل مع التيار الوطني الحر) من أجل تعزيز اللحمة والتقارب بين مختلف مكونات المجتمع اللبناني، وتجاوزت كل حملات التحريض ضدها من جهات أقل ما يقال فيها أنها تنفذ أجندات خارجية.
وذلك كي تستطيع التفرغ لمواجهة الــــ عدو.
وبذلك نجحت بإخراج الجيش الــــاســــ رائـــ يلي (الذي لا يُقهر) بشكل مذل في العام ألفين من الأراضي اللبنانية وهوالذي كان يتبجح بأنه تفوّق على العديد من الجيوش العربية في الحروب المباشرة نتيحة سيطرته الجوية التي حملته إلى مراتب متقدمة جداً بين الجيوش العالمية.
ومن ثم استطاعت الـــــ مــــ قاومة أن تَخرج من حرب تموز عام 2006 مرفوعة الرأس، برغم كل الجنون الذي مارسه جيش الـــــ عـــ دو على نقاط بعيدة عن الحدود وليست معنية بالصراع الذي كان دائراً، وذلك بهدف إدخال الرعب الى قلوب كل اللبنانيين كي يعملوا على نبذ الـــــ مـــــ قاومة التي كانت تمرمغ أنف فرق النخبة في جيش الـــــ عــــ دو الـــــاســـــ رائـــــ يلي على الحدود، وتُظهره عبر وسائل الاعلام العالمية مكسوراً ومحبطاً والعديد من أفراده يعتكفون عن الخدمة وبخاصة عند الحدود الشمالية.
إن نموذج الـــــ مـــــ قاومة في لبنان قد تخطى بأشواط نماذج المقاومة في العالم ومنها على سبيل المثال الـــــ مـــــ قاومة الفيتنامية التي إنتصرت على أميركا أعتى قوة في العالم.
ولذلك فمعظم اللبنانيين يرددون: أيها المسلحون الفلسطينيون إتعظوا من دروس الـــــ مـــــ قاومة في لبنان إذا كنتم ما تزالون تحملون القضية في قلوبكم، وصوبوا أسلحتكم حيث يجب وليس على بيوتكم وأهلكم ورفاقكم!