الديار: دق بيئيون ناقوس الخطر في طرابلس والشمال
البيئة في طرابلس ومحيطها إلى مزيد من إرتفاع منسوب التلوث في أجوائها دموع الأسمرفطرابلس التي كانت فيحاء، وتميزت تاريخيا بفوح راحة زهر الليمون المنعشة، تحولت اليوم الى بيئة ملوثة بكل ما في الكلمة من معاني التلوث الحقيقي جراء استمرار التجاهل والاهمال للمدينة التي كانت الاجمل في حوض المتوسط...
لم يكتف المهملون لطرابلس بجبل النفايات الذي يتفاقم خطره، فأضيفت ازمة بيئية اخرى، تضاف الى سلسلة الازمات التي تعاني منها المدينة، وهي ازمة النفايات المنتشرة على الطرقات وفي المستوعبات التي تمتلىء وتبقى لايام معدودة دون تفريغها...
ازمة النفايات في طرابلس، وفق مراجع مطلعة، انها ناجمة عن ازمات اخرى، وما هي الا احدى نتائج هذه الازمات، وانعكاسا لها.
فالازمة المالية، وازمة الاجور والرواتب وانخفاض القيمة الشرائية لليرة وانهيارها، ادت الى مجموع ازمات، النفايات هي واحدة منها.
والسؤال الذي يطرح بالحاح: كيف يستطيع عمال البلدية مزاولة اعمالهم اليومية في جمع النفايات، ورواتبهم لا تكفي لشراء ربطة خبز؟؟...
العمال هم الجنود المجهولون الذين يؤدون دورا بارزا في نظافة المدينة، فكيف لهؤلاء مزاولة اعمالهم، واطفالهم جوعى، ومرضاهم دون استشفاء ولا رعاية صحية لهم في ظل الظروف المالية والمعيشية القاهرة غير المسبوقة...
واللافت حسب المراقبين ان اكوام النفايات المنتشرة في شوارع طرابلس ومحيطها وامتدادا الى المنية وعكار وضهر العين وغيرها من مناطق الشمال لم تحرك ساكنا عند نواب طرابلس والشمال ولا عند وزارة البيئة او وزارة الداخلية ووزارة الصحة...
وتبدو علامات الاستنكار وسط المواطنين الذين يشيرون الى مدى الاهمال ومدى اللامبالاة لدى نواب وقيادات طرابلس الذين يقفون مكتوفي الايدي امام هذه الازمة وغيرها من الازمات الاخرى الناجمة عن الاهمال المتواصل لطرابلس والشمال...
ان قضية النفايات في طرابلس، باتت الشغل الشاغل للمهتمين بالبيئة، ومطالبات ملحة لحل هذه القضية قبل ان تصبح مدخلا نحو ازمات صحية وانسانية جراء انتشار الاوبئة والجراثيم وارتفاع درجات الخطر البيئي بما يهدد الصحة والسلامة العامة.