كيف واجه جعجع الغزل بين بكركي وعين التينة؟
مرسال الترسبغض النظر عن العلاقة الملتبسة التي حكمت العلاقة بين قيادة حزب "القوات اللبنانية" منذ إنشائه كتنظيم عسكري في أواخر عقد سبعينات القرن الماضي والصرح البطريركي الماروني، فإن ما حصل في الأيام الماضية بينهما يشكّل علامة فارقة بين الطرفين وقد تنسحب على مستقبل التعاطي بين مرجعية روحية مارونية وأحد الزعامات التي تنضوي تحت رايتها.
فبعدما شجّع البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب اللبنانيين على تلبية الدعوات للحوار من أجل إنهاء أزمة الإستحقاق الرئاسي الممتدة منذ عشرة أشهر بدون أفق وبخاصة أن دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري تلتزم إقامة جلسات إنتخابية مفتوحة لحين تصاعد الدخان الأبيض من ساحة النجمة مع رئيس يتوجه مباشرة إلى قصر بعبدا للمباشرة في مرحلة إخراج البلد من أزماته.
وتزامن ذلك مع حديث عن رسالة بعث بها بري بواسطة موفد له إلى الصرح في الديمان، تضمنت شرحاً لآفاق المرحلة.
ولكن نوايا رأس الكنيسة المارونية تلقفها حزب القوات اللبنانية على أنها تراجع عن مواقف سابقة، وطرحه لا يتلائم مع مواقف الـ "معارضة" التي غالبيتها مسيحية وأعلنت أنها ترفض الحوارين من أساسهما، لا بل تسعى إلى نسفهما.
فسارع أحد نواب الحزب غياث يزبك وبعد ساعات معدودات من العظة إلى توجيه اللوم والعتب الكبيرين على ما "إقترفته" الديمان، وليسانده بعد ساعات نائب آخر وكان يشغل منصب نائب رئيس حكومة في إحدى الوزارات وهو غسان حاصباني بكم آخر من الملامات التي لا يجب أن ترفع بوجه مرجعية روحية على هذا المستوى وبخاصة أن سيد بكركي كان قد قال في إحدى المناسبات الدينية في الشمال لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تحبباً:"حيث تكون يكون العيد".
فهل يجب أن توجّه إليه السهام بهذه الحدة وكانه منافس سياسي وليس مرجعية روحية؟
على خط موازٍ كان رئيس حركة الإستقلال وعضو كتلة "تجدّد" النائب ميشال معوض يتوجه للرئيس بري بالقول: إنتخاب رئيس للجمهورية ضرورة لإصلاح “يلّي أنت وأمثالك خرّبتوا”. وضيق الوقت لا يسمح لا للخزبعلات ولا للتذاكي".
ولأن بكركي دأبت على إطلاق الدعوات للتلاقي والحوار بين اللبنانيين لا يمكن لها أن تتجاهل دعوات للحوار أياً تكن الجهة التي أطلقتها فكيف إذا كانت هناك دعوتان متشابهتان لأنماط الحوار بين الأفرقاء اللبنانيين الأولى من الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مدعوماً من اللجنة الخماسية، والثانية من رئيس مجلس النواب اللبناني؟
واذا كان الرئيس بري لن يسكت على ضيم إتهامه بالخزعبلات فإن الصرح البطريركي البطريركي الذي إمتعض من ردة الفعل وبهذا المستوى قد تلقى إتصالاً عاجلاً من رئيس الحزب سمير جعجع لإحتواء الموقف في خطوة تبريرية شرح فيها نظرة حزبه، وتالياً المعارضة التي يتقدمها، من مسألة الحوار وأسباب رفضه.
وإعتبار ما حصل عارضاً ولطلب الغفران ربما كما تقتضي الأعراف المسيحية بحيث تعمد الديمان على فتح إنجيل القديس لوقا على الصفحة التي يقول فيها السيد المسيح "إذا ضربك أخاك على خدك الأيمن فَدُر له الأيسر".