ما إنْ أقفل باب الترشّح لإنتخابات المجلس الإسلامي الشّرعي الأعلى، يوم السبت 2 أيلول الجاري، حتى عُقد لقاءٌ موسّع في عكّار، هو الأوّل من نوعه في الدوائر الستّ التي ستشهد يوم الأحد في الأوّل من شهر تشرين الأوّل المقبل إنتخابات المجلس الملي للطائفة السنّية في لبنان، حيث ستختار الهيئة الناخبة 24 عضواً، على أن يُعيّن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، في ما بعد، 8 أعضاء، ليكمل بذلك عقد المجلس الشرعي المكون من 32 عضواً.

مسارعة فاعليات عكّار للإجتماع في دارة القاضي الشيخ خلدون عريمط، وبدعوة منه، تهدف وفق ما صدر عنها من بيان في ختام الإجتماع، إلى التوافق بين المرشحين الذين بلغ عددهم 6 وتزكية الفائز بدل التنافس على مقعد واحد فقط مخصص لعكّار، ومحاولتهم بشكل دؤوب حتى موعد الإنتخابات كسب ودّ الهيئة الناخبة التي يبلغ عددها 168 عضواً، والحصول على تأييد القوى السّياسية الداعمة لهؤلاء الأعضاء.

وكما في كلّ إنتخابات للمجلس الشّرعي ترتفع الأصوات في عكّار مطالبة بإنصافها، وزيادة عدد أعضائها في المجلس الشرعي، إذ ليس مقبولاً أن يُخصص عضو واحد لمنطقة يبلغ عدد أعضاء هيئتها الناخبة 168 عضواً، لعله الأكبر في لبنان، في حين أنّ دائرة الشّمال الأخرى (طرابلس والمنية ـ الضنية والكورة وزغرتا والبترون) التي يبلغ عدد أعضائها 134 عضواً خُصص لها 7 أعضاء، ما دفع المجتمعين في دارة عريمط إلى مطالبة مفتي الجمهورية رفع حصّة عكار إلى 5 خمسة أعضاء، علماً أنّ تسريبات تحدثت عن أنّ المفتي دريان سوف يُعيّن عضو المجلس السّابق عن عكّار ونقيب المحامين محمد المراد، الذي لم يترشح هذه المرّة، عضواً في المجلس المقبل، للتعويض عن الشّعور العام في المنطقة بعدم الإنصاف.

وفي حين أكّد المجتمعون في دارة عريمط، وبينهم مرشّحون للمجلس الشّرعي وأعضاء في مجلس إدارة الوقف في عكّار، أنّه جرى التوافق على أن "يُعقد هذا اللقاء دورياً لمناقشة مشاكل عكّار والإستماع إلى آراء الهيئة الناخبة وتوجّهاتها، والتوافق على دعم المرشّح القوي والأمين والقادر على حمل مطالب عكّار وخاصة كلّ ما يتعلق بشؤون الأوقاف الإسلامية ومخصّصات أئمة المساجد والخطباء والمؤذنين في مساجد عكّار ومدارسها ومؤسّساتها"، فقد طرحوا فكرة من شأنها أن تُسهل التوصّل إلى تزكية مرشح معين والتوافق عليه.

وقضت الفكرة، بإنتظار أن تحسم الهيئة القضائية الأسماء النهائية للمرشحين المقبولين تمهيداً لخوض الإنتخابات، وتعلن قرارها في 15 أيلول الجاري، على عقد لقاء للمرشحين بمشاركة مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، ومن يرغب، للعمل سوياً للتوافق على مرشح واحد وبالتزكية، من بين المرشحين الستّة، وهم: كفاح الكسّار (رئيس بلدية ببنين)، نزار قاسم ومحمد حافظة وسامر خزغل (أعضاء في مجلس أوقاف عكّار)، وسيم المرعبي (عضو سابق في مجلس أوقاف عكّار) والشيخ عبد الله المحمود.

وبانتظار أن تحسم الهيئة القضائية أسماء المرشحين المقبولين، كشفت مصادر مطلعة لموقع (06NEWS) أنّ "ثمّة جهوداً تبذل من قبل أكثر من طرف لإقناع الأعضاء الثلاثة في مجلس إدارة اوقاف عكّار، قاسم وحافظة وخزعل، للتوافق في ما بينهم على إسم واحد، بما يُسهّل عملية دعمه وإستمالة أكبر عدد ممكن من أعضاء الهيئة الناخبة، وحتى تزكيته، وأنّ هذه الجهود يُفترض أن تسفر عن نتيجة خلال الأيام القليلة المقبلة"، مضيفة أنّه "إذا تعذّر ذلك، فعندها سيكون الذهاب إلى صناديق الإقتراع هو الخيار الوحيد في نهاية المطاف".