إستبدال أسماء الأشياء من أبواب الفتن العظيمة. أيـن نـحـن مـن ثـقـافـة المــواطنـيــة؟
بقلم المربية جوزفين يمين صورة العلامة يـوســف يـمــّــين بعدسة سميح زعتر عندما يطلق إسم شخصية على شارع من الشوارع، فهذا يعني حضوره في العين والـقـلـب وتردده على الذاكرة.
إن عمق هذا الحضور يظل مرتبطاً بصورة ذهنية يصنعها ذلك الشارع في أذهان المارة فيه يوميا حسبما يشاهد العابرون فيه من مقومات.
الـدكتـور الأب الـعـلامــة يـوســف يـمــّــين هــو أرزة مـن بلادي.
يـتـمــد مـن ذاكــرة الأمـهـات والآبــاء إلـى ذاكــرة الـبـنـات والأبـنـاء ... والأجيـال القادمـة.
يتجاوز بعده الزماني ومساحته المكانية إلى عمق جـمعــي في ذاكرة الأجيال وإلى مساحة تتسع بإتساع عـدد العـابـريـن في هـذا التكـريم يوما بعد يـوم.
يـزعــجنــي عــدم تسمـيـة الأشــياء بأســمائـهـا.
الشــارع الـذي يـغــمــر إهــدن - الـعـمـق الآمــن ، لـجــهــة وادي قــاديــشا – الـوادي المقـدس، المـنـدرج عـلـى لائـحـة الأيونيسكــو: هــو شــارع الأب الـعــلامـة يـوسـف يـمــّــين – عـلــم مــن أعــلام وطـنــي لــبـنــان.
هـذا الأوتـوستـراد ByPass بــاي بــاس ليس إسمـه ... كمـا الأوتوستراد الجديد ليس إسمه أيضــاً... كـفـى تضليـلاً ... كـفـى إســتـفــزازاً...
مـن المستحـب لا بــل المطلـوب مـن الجيل الصاعد أن يعرف تاريخه ويعـتـز به لكي يـشارك بفـخــر في بنــاء الـوطـن.
في كتابه الإطارات الاجتماعيّة للـذاكــرة (1925)، عالم الإجتماع الفرنسيّ موريس هالبواشز طرَح عــدّة أُطروحات حول المفاهيم المتعـلـّـقة بالـذَّاكـرة الجمْـعـيــّة.
فنــَبــّه عــلــى وجود عــلاقــة قــويّـة بين الـتذكــُّـر الشخصـيّ للـفـرد، والمجـتمع الـذي ينتـمي إليه.
طرَح "هالبواشز" أيضًا، فكرة أنّ الإنسان يتـأثــّر بعوامل عند تَشكُّل وعْيهِ بالماضي، إبتداءً بالتاريخ المكتوب والذاكرة الجمْعيّة، مرورًا بالتفسيرات النابعة من معطـيـات الحاضر وإحتياجاته، وطِبـقـًا لموازين القوى في المجتمع.
تسمية الأشياء بغـيـر أسمائها الحقيقـيـة تـعتــبر من الأشياء المستـفـذة، من أبواب الفتن العظيمة، لإنـهـا تشــوه الأشياء وينفر الأسوياء من مجرد سماع إسمها ولانــها لا تعبر فعلا عن حقيقتها.
تعتبر تسمية الشــوارع، الأحـيــاء، المـبانـي متطـلـبـا حـيـوياً هـامــاً في عصرنا الـحـالي تطبقها أشهر المدن العالمية.
إذ تعـكــــس تـسمــية الأشيــاء تـاريخ الأمـم والشـعوب وثقــافتـهـا فـي المجتمعـات العمرانية حيث تستطيع ومن خلالها التعرف علـى مسميات أحياء وشوارع المدن المختلفة والتعـرف على واقع تلك المدن وثـقـافتـهـا على اختلاف أنواعها وأشكالها.
تسمية الشوارع وترقيم المباني والوحدات السكنية هي أحد أهم عناصر المدينة الحديثة.
الـعـلامــة الأب يـمــّــين الإهــدنــي هــو كريم فــي وطـنــي لــبــنــان يمتد في ذاكرة الأجيال.
">جـوزفـيــن سـلمــان يـمــّـيـن
أخصائية علم تعليم الكبار
أخصائية في الصحة النفسية والدعم الإجتماعي
أخصائية في علم النفس الانشغالي
م. في علم النفس العيادي
دراسات عليا في التكنولوجيا التربوية والتعليمية
دكتوراه في الاندراغوجي