لقاء علمائي في المنية:حضور فلسطين في الخطاب الديني واجب وضرورة
بدعوة من لقاء العلماء والدعاة في الشمال عقد لقاء علمائي في قاعة الريان في المنية تحت عنوان أهمية حضور القضية الفلسطينية في الخطاب العلمائي الديني، حضره حشد علمائي من المنطقة كما وشرك تجمع العلماء المسلمين في لبنان ممثلاً بمسؤول العلاقات الخارجية الشيخ ماهر مزهر، حركة الامة الشيخ عبد الله جبري، العلماء الاوزاعيون الشيخ حسام رحال، المركز الاسلامي للاعلام والتوجيه الشيخ محمد اللبابيدي.إفتتح اللقاء بكلمة رئيس لقاء العلماء والدعاة الشيخ مصطفى ملص الذي أكد على ضرورة إحياء القضية الفلسطينية في الخطاب الديني وخصوصاً على منابر الجمعة .
وأضاف " إن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية على اهميتها وأحقيتها لا يجب أن تكون حاجباً للقضية الفلسطينة عن الخطاب العلمائي بل إن الخطاب الديني فيه من الرحابة الكافية لتناول جميع المواضيع التي تعنى فيها الأمة الإسلامية وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقتصر على التصدي لقضايا الفساد الداخلية بل ينسحب الى التصدي الى قضايا الفساد الدولية وأبرزها سرقة وإغتصاب أرض فلسطين والظلم المستمر بحق الشعب الفلسطيني"
كما أشاد الشيخ مصطفى ملص برافض الكيان الصهيوني ونبذ الصهاينة والذي ظهر جلياً في كأس العالم لكرم القدم 2022 والذي يدل على ان الشعوب ما زالت متمسكة بهذه القضية ومؤمنة بها ما يؤكد نجاعة تصدي العلماء لهذه المسألة ودورهم في إبقاء هذه القضية قبلة قضايا المسلمين .
وختم الشيخ مصطفى ملص كلمته بضرورة التمسك بخيار المقاومة وسلاح المقاومة كونه السبيل الوحيد لتحقيق الواجب الشرعي بتحيرير كامل فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه وأن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة أثبتت نجاحها وفعاليتها في تحقيق الأنتصارات وإسترداد الحقوق.
كما تحدث تجمع العلماء المسلمين في لبنان ممثلاً بمسؤول العلاقات الخارجية الشيخ ماهر مزهر واكد على ضرورة الإلتفاق حول المقاومة في لبنان وتحصين إنجازاتها ودعمها بكل الوسائل المتاحة معتبراً أن المقاومة ليس مشروع فئوي كما يصور البعض بل هي مشروع لكل الأمة الإسلامية على إختلاف مشاربها موجهاً التحية والتقدير لكل الفئات المقاومة سواء بالكلمة أو بالسلاح .
كما تحدث رئيس حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان مثمناُ نضالات الشعب الفلسطيني وجهاد المقاومين على إمتداد الوطن العربي ودول الطوق والداخل الفلسطيني على الأخص داعياً الى إيجاد إطار واسع للمقاومة ضد الإحتلال الصهيوني.
كما تحدث أمين عام حركة الأمة الشيخ عبد الله الجبري داعياً الى إعطاء القضية الفلسطينية حقها في كل المجالات وخصوصاً الخطاب الديني، معتبراً ان القضية لا يمكن تجزئتها وأن الوقوف معها يحتم الموقوف مع المقاومة في لبنان ودعمها وانه لا يمكن تحقيق الدعم الأمثل لهذه القضية الا عبر توحيد كلمة المسليمن وسلوك مسار الوحدة الإسلامية .
وأجمعت مداخلات العلماء المشاركين على ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية حاضرة في الخطاب الديني العلمائي .
وقد أصدر العلماء المجتمعون البيان التالي :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان
بدعوة من لقاء العلماء والدعاة في الشمال عقد لقاء علمائي في قاعة الريان في المنية تحت عنوان أهمية حضور القضية الفلسطينية في الخطاب العلمائي الديني، وقد أصدر العلماء المجتمعون البيان التالي :
في ظل العدوان الشرس الذي تعيش الأمة تحت وطأته، والذي يطالها في مختلف المجالات والميادين والذي يهدف الى دفع الأمة الى هاوية الإحباط واليأس من دينها وقدراتها وإمكانياتها، نجد أن هذا العدوان الذي جعل الإعلام رأس حربته المسمومة في المرحلة الأخيرة قد وضعنا أمام حالتين من ردة الفعل الأولى في فلسطين حيث تشهد الأراضي المحتلة حالة من اليقظة ورفض الرضوخ للإحتلال، وظهور حالات ونماذج متطورة وغير مألوفة من المقاومة والمقاومين حيث يحاول العدو دون نجاح التصدي لها ولكن لا ينجح بفضل إصرار المقاومين على مقاومتهم، والثانية خارج فلسطين حيث نجد نوعاً من التراخي والتراجع عن الإهتمام بالقضية الفلسطينية مما أحلها في مواقع متأخرة من حيث الأهمية بعد أن كانت لعقود تحتل صدارة الخطاب لاسيما الخطاب الديني والعلمائي وتحتل صدارة إهتمام كافة الفئات الإجتماعية .
إننا ندرك أن اسباب هذا التراجع ناجم عن عدة عوامل منها أولاً : الهجوم الإعلامي الموجه والممول من قبل جهات دولية ومحلية والذي يروج للإستسلام والتطبيع مع العدو الصهيوني ويرمي الى إصابة الأمة والأجيال بحالة من اليأس من قدرات الامة ومن أهليتها للنصر على العدو، وثانياً خيانة العديد من الحكومات للقضية الفلسطينية والإنضواء في مسيرة الإستسلام والتطبيع بفعل وقوعها تحت تأثير الولايات المتحدة الشيطان الأكبر وحلفائها الغربيين، وثالثاً الحروب الداخلية والإقتتال بين أبناء الامة الذي إفتعلته دول معروفة ومنظمات إرهابية تكفيرية قسمت الأمة على أسس مذهبية وطائفية وعرقية ووطنية، ورابعاً حالة الحصار التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها الغربيون على الدول والمنظمات الرافضة بالإعتراف بالكيان الصهيوني ولسياسة التطبيع معه والمتمسكة بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني لاسيما في لبنان وسوريا وإيران حيث بات هم الناس الأول هو تأمين مستلزمات العيش من طعام وشراب ودواء وطبابة وتعليم مما جعل هذه المستلزمات تحتل مكان الصدارة في الخطاب العلمائي الديني كما في الإعلام في كل توجهاته وهذا ما دفع بالقضية الفلسطينية الى التراجع والتأخر في إهتمام العلماء والخطباء والدعاة .