الديار: القطاع الصحّي في عكار يتراجع ... وبعض المستشفيات آيلة إلى الإقفال
28 آب 2023

الديار: القطاع الصحّي في عكار يتراجع ... وبعض المستشفيات آيلة إلى الإقفال

جهاد نافع

عقارب ساعة عكار الصحية الى الوراء در .. بعض النهضة الصحية التي شهدتها عكار في السنوات التي مضت، بولادة عدة مستشفيات خاصة، بدأت هذه النهضة تتراجع في الآونة الاخيرة، مع مخاوف جدية من انهيار القطاع الصحي برمته، اذ ان الخدمات الصحية بدأت تتقلص خطوة اثر خطوة جراء الاوضاع المالية والاقتصادية المتفاقمة، والتي انعكست على كل القطاعات، وابرزها القطاع الصحي..

منذ انهيار سعر صرف الليرة اللبنانبة، والمستشفيات الخاصة في عكار تعاني من عدة ازمات، وتؤثر على خدماتها الاستشفائية الى حدود يقارب العجز:

- اولا: بسبب هجرة الاطباء العكاريين، إما الى مستشفيات لبنانية خارج عكار، وإما الهجرة الى دول الخليج لمن توفرت له فرص العمل فيها.

- ثانيا: فارق اسعار العملة في المؤسسات الضامنة التي لا تزال حساباتها على 1500 ليرة، وباتت التغطية الصحية لا توفر ثمن علبة دواء واحدة.

- ثالثا: تحديد رسوم الاستشفاء بالدولار، واستيفاء الرسوم قبل المباشرة بالكشف الطبي، ويبدأ الرسم بـ 300 دولار، فيما رواتب موظفي القطاع العام والمؤسسات العسكرية تتراوح بين 40 دولارا الى 80 دولارا بما فيها الزيادات التي اقرت، ويعني ذلك عجز المواطن عن الاستشفاء، ناهيك عن اسعار الادوية وغيرها ..

هذه العوامل مجتمعة، ادت الى تراجع الخدمات الاستشفائية في المنطقة، بعض هذه المستشفيات قارب الاقفال، ويتجه الى الاقفال النهائي نتيجة تزامن الانهيار المالي والاقتصادي مع خلافات الشركاء، والبعض الآخر يتجه الى الاقفال، اثر استقالة اطباء وانتقالهم الى مستشفيات تدفع لهم رواتب اعلى، وبات العمل مقتصرا على جناح واحد فيها ..

مرضى عكار باتوا يقصدون مستشفيات طرابلس، او المراكز الصحية الخاصة التابعة لحمعيات ومؤسسات خيرية في مناطقهم، او المستوصفات رغم ضعف الخدمات فيها. وعلى سبيل المثال فان منطقة عكار تعاني في الصيف من لسع العقارب والافاعي، وتفتقد المراكز الصحية والمستشفيات الى ادوية مضادة للافاعي والعقارب.. والاخطر من ذلك، معاناة مرضى الكلى والقلب من خدمات لا ترتقي الى المستوى الطبي اللائق.

المستشفى الحكومي في حلبا، وحدها شكلت بارقة أمل للعكاريين، وهي الوحيدة في محافظة مترامية الاطراف، لكن تحتاج الى دعم وزارة الصحة، وتأمين كافة مستلزماتها الطبية واللوجستية، وتوفير الرواتب الكافية لكوادرها الطبية والتمريضية والادارية، لان الاعباء الاستشفائية، منذ بدء الازمة الاقتصادية والمالية، تقع على عاتق المستشفى الحكومي، عقب تراجع المستشفيات الخاصة وعجز المواطنين على الطبابة فيها.

المشهد الصحي في عكار قاتم للغاية، ويحتاج الى عناية فائقة من وزارة الصحة التي تغدق الوعود، ويبقى الواقع على حاله..

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen