الديار: عرس في طرابلس يتحوّل إلى مأتم
مطالبة بملاحقة تجّار المخدّرات والأسلحة دموع الأسمرتنام طرابلس على حادثة امنية، لتستفيق على حادثة اخرى، وبات الفلتان الامني مسلسلا يوميا رغم كل الجهود والمحاولات التي تقوم بها الاجهزة والقوى الامنية لضبط الوضع، بل وان طرابلس تعيش الفواجع المدمية للقلوب من حوادث سير، الى الحدث - الفاجعة في العرس الذي تحول الى مأتم، حيث ألقت هذه الحادثة بظلالها الحزينة على كافة انحاء المدينة، وتركت تداعيات خلال حملة مداهمات وملاحقة المتهمين، الذين اوقفوا ليلة امس واحيلوا الى القضاء.
فأثناء اجراء مراسم العرس في ابي سمراء، ولحظة وصول فرقة الزفة، حصل جدال وخلاف بين شقيق العروس مؤمن بيروتي، وشقيق العريس احمد الداهود، ما لبث ان تطور الى اللجوء لحمل الاسلحة التي كانت جاهزة في السيارات، وحصل تبادل لاطلاق الرصاص ادى الى اصابة شقيق العروس بيروتي، وما لبث ان فارق الحياة في المستشفى.
لحظات دامية حوّلت العرس والفرح الى مأتم واحزان وصراخ وعويل ستبقى في الذاكرة المؤلمة، وهي شاهدة على حجم التفلت وانتشار السلاح واباحة استعماله باي جدال او خلاف.
شوارع طرابلس باتت تشهد كل يوم حوادث امنية، ففي يوم واحد كانت اصوات الرصاص والاشكالات الامنية تتنقل من منطقة الى اخرى وصولا الى الميناء، التي اصيب فيها احد المواطنين خلال اطلاق رصاص عشوائي، وهي وقائع يومية، ولطالما قررت خطط امنية لضبط الشارع، لكنها بقيت قاصرة عن ضبط حجم الفلتان، نتيجة انتشار السلاح بشكل واسع بين ايدي المواطنين وسهولة اقتنائه، خاصة اقتناء ما عرف بالمسدسات التركية ذات الثمن الزهيد، حتى بات في ايدي الكثير من الشبان والفتيان والذين يتباهون فيه، ويترافق ذلك مع انتشار لشتى انواع المخدرات وباسعار بخسة، الامر الذي يزيد من وقوع الحوادث المؤلمة ولاتفه الاسباب.
تحاول القوى الامنية معالجة هذه الاوضاع، التي تنعكس سلبا على حركة الحياة في المدينة، وتؤثر في حركتها التجارية، وتترك مخاوف لدى زائريها، وتستدعي هذه الاوضاع بسط الامن في دوريات متواصلة، وملاحقة الرؤوس الكبيرة من تجار المخدرات والتجار الاسلحة، وتكثيف الدوريات الامنية والحواجز في كل المناطق، لانه برأي معظم الاوساط الطرابلسية أن الاوضاع لم تعد تحتمل، وهناك خشية من ان يتمدد هذا الفلتان الامني من قبل بعض القوى، التي تسعى الى اثارة الفتن على الساحة اللبنانية كافة، وتتخذ من طرابلس منصة انطلاق لفتن اكبر.
وبرأي الاوساط الطرابلسية، ان هيبة الدولة بمؤسساتها كافة على المحك، فالمدينة تحتاج الي ان تعيش بظلال الامن والامان والاستقرار، كي تجري دورة الحياة فيها بشكل طبيعي دون خوف او قلق امني.