إذا كنتم تنتظرون نتائج الحفر ...فإتعظوا من الكهرباء؟
مرسال الترسالإلتباسات التي رافقت إتخاذ قرار مفاجئ بوقف العمل في معملي دير عمار والزهراني لإنتاج الطاقة الكهربائية ومسارعة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى التهديد والوعيد بتحمل المسؤوليات (وهو المسؤول الأول في الدولة اللبنانية بدون منازع) وإعلام الرأي العام أنه إجترح المعجزات من أجل تأمين مبلغ سبعة ملايين دولار أميركي ونصف لإرضاء شركة "برايم ساوث" للعودة عن قرارها بإغراق لبنان في العتمة "وتجييش الإعلام للتهويل على المواطنين المغلوب على أمرهم.
لا بل ذهب أبعد من ذلك للإعلان بأنه مستعد لدفع المبلغ من جيبه الخاص من أجل حل المشكلة...!
تصفيق حاد للرئيس ميقاتي الذي نجح في إثارة غضب الناس ونجاحه في تصوير نفسه بطلاً في الدفاع عن همومهم!
فبغض النظر عن من هو صاحب الشركة، ومن هم إعضاء مجلس إدارتها، وأي فريق سياسي يؤمن لها التغطية والحماية كما هي العادة في لبنان لا بد من التوقف عند التالي:
إذا كانت الشركة على حق... فلماذا ماطلت حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها ميقاتي في دفع حقوقها في المهل المعقولة، بدل تركها حتى ينفجر غضبها وتعلن في مهلة ساعات(على الأقل هذا ما ظهر للرأي العام) أنها ستوقف موظفيها عن العمل، وليتفضل موظفو شركة كهرباء لبنان (الذين يشبهون معظم الموظفين في لبنان) في تحمل مسؤولياتهم.
وبالتالي يجب محاسبة الحكومة أمام قضاء العجلة!
أما إذا تخطت الشركة ومسؤوليها حدودهم وتقاعسوا عن الوفاء بالتزاماتهم، وزعزعوا الأمن الإجتماعي، فلماذا لم تخضعهم "الحكومة الكريمة" إلى المساءلة القضائية، بدل توسلهم في البقاء بأماكنهم وعدم قطع الكهرباء عن عموم الناس؟
اللافت أن الإعلان عن توقف الشركة متجاهلة ما قد يصيب الوطن من أضرار، قد تزامن مع الاعلان عن وصول منصة الحفر إلى البلوك رقم 9 ، وكأنه محرّم على اللبنانيين ولو بلحظات فرح بأمرٍ قد يبعث الأمل في نفوس المواطنين.
مما يسمح للمراقبين والمتابعين بالحسم بأن من وقف أمام عدم وصول لبنان إلى مصاف الدول النفطية منذ عشرات السنوات، هو نفسه الذي دفع لبنان منذ بضع سنوات إلى منزلقات خطيرة أوصلته الى أبعد من جهنم، وردته إلى ما قبل العصر الحجري.
وهو نفسه الذي ما زال يتحكم بمفاتيح الطاقة والمياه وكافة اساليب الراحة في الوطن الصغير، من أجل إخضاعه ودفعه إلى السير بما يتم رسمه لمنطقة الشرق الأوسط التي تعاني منذ العام 1948 الحروب والصراعات القبلية والطائفية وأحدثها المذهبية ولا يبدو أنه مسموح لها ان تخرج من هذه الدوامة في أجل منظور.
فعلى من ينتظر نتائج الحفر في البلوك رقم تسعة أن يدرس جيداً ما حصل في إنتاج الكهرباء في لبنان، وما يطالب به بعض "الجهابذة واللصوص" ببيع أملاك الدولة وتخصيصها بأبخس الأثمان.
أو يسارع الى قراءة كتاب "نهاية العرب" الصادر حديثاً في أميركا للكاتب اليهودي "جيكوب دون"...ويتعظ!