مغتربو الكويت ينقذون بلدية بخعون من أزماتها
عبد الكافي الصمدإستطاعت بلدية بخعون-الضنّية، بعد طول معاناة بسبب العجز المالي الذي تعانيه نتيجة تراجع مداخيلها وتراجع قيمة مستحقاتها المالية من الصندوق البلدي المستقل بعد إنهيار سعر صرف الليرة اللبنانية، كما هو حال معظم بلديات لبنان، في التوصّل إلى حلّ لجزء كبير من مشاكلها المالية من خلال الإستعانة بأبناء البلدة المغتربين في دولة الكويت.
فمنذ بداية الأزمة قبل زهاء 4 سنوات، بالتزامن مع بدء إنهيار سعر صرف العملة المحلية، بدأت الأزمة بالظهور تدريجياً في كبرى بلديات الضنّية (18 عضواً)، وتحديداً في مجالات رفع النّفايات التي تراكمت في الشّوارع والسّاحات وفي الأزقة وتحوّلت إلى مشكلة حقيقية، ودفع أجور الموظفين والعمّال، ودفع إيجارات، وتصليح الآليات وصيانة شبكتي الإنارة والصرف الصحي وغيرها من المهام التي كانت تنفذها ضمن الإمكانات القليلة المتاحة.
خلال هذه الفترة الصعبة كانت البلدية تستعين بالنّائب جهاد الصّمد، إبن البلدة وداعمها الرئيسي، لمساعدتها في تجاوز الكثير من أزماتها، وهو ما كان يحصل برغم الصعاب وقلة الإمكانات، إلى أن لمعت فكرة ذهاب رئيس البلدية محمد يوسف إلى الكويت بناء على دعوة تلقاها من بعض أبناء البلدة فيها، حيث توجد جالية هامّة من أبناء بخعون هناك، وعرض أزمة البلدية أمامهم.
يوسف أوضح لموقع (06NEWS) أنّه "إلتقيت خلال زيارتي إلى الكويت أغلبية شباب بخعون فيها، وخاصّةً الذين يعلمون في سوق (شبرة) الخضار، وقد تمّ التطرّق في هذة اللقاءات إلى المشاكل المالية التي تعاني منها البلدية، وما ينتج عنها من عدم مقدرتها على القيام بأبسط مهامها، وخاصّة رفع النّفايات".
وكشف يوسف أنّه "نتيجة لهذه اللقاءات أسفرت عن إتفاق بيننا وبين أبناء بخعون المغتربين، إنطلاقاً من مبدأ أنّ المسؤولية كبيرة ورفعها واجب على جميع أبناء البلدة، ينصّ على الوقوف بجانب أهلهم وبلدتهم، وذلك بتحمّلهم نفقات جمع ونقل النّفايات إلى خارج البلدة، ودعم الموظفين في البلدية بمساعدة شهرية، وهذا الإتفاق مدّته سنة واحدة إبتداءً من شهر آب 2023، وضمن شروط وآلية تعهد بها الطرفان".
يوسف الذي شكر أبناء البلدية المغتربين "الذين لبّوا نداء المساعدة كما عودونا دائماً، وكانوا على قدر الآمال المعلّقة عليهم، خاصة في الكويت التي إحتضنت أبناءنا وقدّمت لهم فرص النّجاح، وقدّمت الكثير من المساعدات إلى لبنان"، أوضح أنّ "هذه الخطوة جاءت بعدما باتت مداخيل البلدية لا تغطي إلّا جزءاً بسيطاً من الأعباء التي تقع على كاهلها"، مشيراً إلى أنّه "بعدما كانت حصّة البلدية من الصندوق البلدي المستقل، قبل الأزمة، تعادل 800 ألف دولار تقريباً، عندما كان سعر صرف الدولار الأميركي 1500 ليرة، باتت اليوم لا تساوي أكثر من 12 ألف دولار، ما جعلنا كما جميع بلديات لبنان نواجه مشكلة حقيقية".
هذه المبادرة التي قامت بها بلدية بخعون من أجل معالجة مشاكلها المختلفة، بالرغم من أنّها مؤقتة وآنية، إلّا أنّها فتحت الباب أمام إمكانية قيام بقية البلديات في مختلف المناطق الشّمالية واللبنانية في اللجوء إليها من أجل إيجاد حلول لهذه المشاكل، وخصوصاً رفع النّفايات وأعمال الصيانة وغيرها، من خلال الإستعانة بالمغتربين المنتشرين في بلاد العالم كافة، حتى تجاوز هذه الأزمة التي يغرق بها البلد منذ سنوات.