الديار: جسر البالما... جسر الموت :فاجعة أخرى في طرابلس
أليس من حلّ لهذا الجسر - المصيدة؟؟ دموع الأسمرمرة أخرى يحصد كوع جسر البالما، مدخل طرابلس الجنوبي، ضحيتين في ريعان شبابهما فجر اول من أمس الثلاثاء، هما عبد العزيز ضناوي وكريم فاكهاني.
حادث سير مروع ادى الى مقتل الشابين ضناوي وفاكهاني على الفور، في مشهد أدمى القلوب، وجعل طرابلس كلها تبكي الشابين اللذين ذهبا كغيرهما من الشباب والشابات، ضحية طريق يفتقد ادنى شروط السلامة العامة.
فاجعة طرابلس، فتحت ملف كوع البالما الخطر جدا، والذي يحصد الضحايا في مسلسل موت لا ينتهي. ويرد الخبراء اسباب الحوادث عند هذا الكوع الى سببين:
- السبب الاول: خطأ في هندسة الاوتوستراد ومخالفته الى قواعد سلامة المرور.
- السبب الثاني: يعود الى السرعة، وعدم تقدير مخاطر الكوع.
ليس ملف جسر البالما وحده الذي فتح، وانما الفاجعة فتحت ملف شبكة المواصلات في لبنان عامة والشمال خاصة.
ففي الشمال شبكة مواصلات رديئة ومهملة، ولطالما صدرت نداءات بتأهيلها، سواء في طرابلس، او في عكار والضنية والمنية، واذا حصلت بعض الترقيعات فتأتي سيئة لا تفي بالغرض الذي يقي المواطنين من وقوع الحوادث.
وتعتبر اوساط طرابلسية ان فاجعة طرابلس الاخيرة، احيت اوجاع العائلات الذين خسروا ابناءهم عل الجسر المذكور، او على طرقات الشمال الرديئة المحفرة والتي تتسبب بالحوادث، وبتكسير السيارات، ويزداد الالم مع الغضب، حيث يلاحظ ابناء الشمال ان نوابهم ومرجعياتهم السياسية تقف مكتوفة الايادي حيال الفواجع والاوجاع التي تصيب العائلات، وكأنهم غائبون عن الوعي وعن السمع، لا يحركون ساكنا لانتزاع حقوق طرابلس والشمال.
فشوارع طرابلس الرئيسة والداخلية، وفي احيائها وعند مداخلها من اسوأ الطرقات في لبنان، وتشهد على قساوة الاهمال والحرمان لمدينة هي العاصمة الثانية، وقد زاد حجم الاهمال منذ ازدياد الشرخ السياسي بين نواب ومرجعيات المدينة، الذين انشغلوا بسياسات وخلافات لا تمت بصلة الى مصالح الناس، الامر الذي انعكس رداءة في مجمل المرافق والخدمات العامة.
واثر الفاجعة، كانت اصوات تناشد وتدعو حكومة تصريف الاعمال، وبشكل خاص وزير الاشغال العامة، تكليف لجنة متخصصة لاعادة دراسة كوع جسر البالما وايجاد الحل الجذري له، وبالتالي تأهيل شبكة المواصلات العامة في طرابلس، مرورا بالمنية وصولا الى عكار والضنية، وان هذه الطرقات باتت في وضع رديء جدا وتحتاج الى تأهيل سريع، نظرا لازدياد الحوادث القاتلة عليها، جراء الحفر والفوضى والمطبات المنتشرة في معظم طرقات الشمال.