عودة الروح إلى عاصمة لبنان الثانية
تظاهرة فنيّة تراثيّة في أسواق طرابلس الأثريّة دموع الأسمرمضت سنوات على غياب مهرجانات طرابلس السياحية، التي توقفت بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وجائحة كورونا، وكانت تعتبر ظاهرة فنية تجذب اهتمام كل الفئات العمرية من كافة المناطق اللبنانية، اضافة الى البرامج الثقافية والترفيهية، التي كانت تقام على هامش المهرجانات.
شكل لقاء وفد "هيئة ادارة جمعية طرابلس السياحية" مع النائب فيصل كرامي بصيص امل بعودة الاحتفالات الى المسرح العائم في معرض رشيد كرامي الدولي، حيث اكد الوفد امام كرامي "ان هناك اتجاها الى اطلاق مهرجانات طرابلس السياحية، وضرورة انجاحها لانها تعكس الصورة الحضارية للمدينة" ، وتمنى الوفد من كرامي "ان يكون همزة وصل بينهم وبين الوزارات لدعم المهرجانات ماديا، وان يكونوا جنبا الى جنب لدعم المهرجانات لإنجاح الخطة السياحية لهذا العام".
من جهته، اكد كرامي "ان فكرة إعادة المهرجانات الدولية الى طرابلس بحد ذاتها إيجابية، لإدخال البهجة والسرور الى المدينة، بعد انقطاعها لعدة سنوات".
وبانتظار عودة المهرجانات الى ليالي طرابلس، شهد سوق الصاغة في المدينة ظاهرة فنية نادرة، بدعوة من "جمعية تراث طرابلس"، فشهد السوق الاثري اقبالا كثيفا من طرابلس ومحيطها، وكان لافتا الحفل الفني الذي احياه العازف العالمي على البيانو ابن المدينة سافيو هيكل ، حيث عزف مقاطع موسيقية للفنانة فيروز، كما غنت كريستينا حداد والقت كلمة اكدت فيها ان طرابلس تستحق، لانها مدينة عريقة وغنية بآثارها المملوكية.
شكلت التظاهرة الفنية في سوق الصاغة بادرة اعادت الى الاسواق التاريخية بعض تألقها، وبعض الاستنهاض من الركود الاقتصادي، وهي خطوة اعتبرت مميزة لجذب السواح من كل حدب وصوب، كما شكلت الخطوة بادرة أمل على ان تتكرر هذه الظاهرة طيلة ايام الصيف، لان المدينة عطشى لاجواء الفرح، لعلها تضع حدا للاشكالات الفردية المتنقلة، والاستعاضة عنها باقامة الحفلات التي توفر فرص عمل للشباب وتشغلهم بما هو مفيد لمدينتهم، وتسهم بتشجيع السياحة.
ويبدو ان عتب تجار الاسواق الداخلية كان كبيرا على حكومة تصريف الاعمال والوزارات المعنية بالسياحة والآثار لاهمالها تراث وآثار طرابلس كل هذ السنوات التي مضت، ولم تلتفت الى مدينة متميزة بمواقعها الاثرية والسياحة، ومشهورة بقلعتها التاريخية المهملة، عدا عن اهمال محيط القلعة الذي يفترض ان يشكل مقصدا للسائحين العرب والاجانب واللبنانيين، لو توفرت الرعاية والاهتمام.
الظاهرة الفنية في الاسواق اثبتت ان الطرابلسيين متعطشون الى دفق الحياة والى التفاؤل والفرح، والى النهوض الاقتصادي بما يحقق للمدينة حركة اقتصادية فاعلة، لتكون طرابلس بالفعل عاصمة اقتصادية للبنان، وليس مجرد شعارات ..
واكدت مراجع محلية ان الحفل الفني في سوق الصاغة ستلحقه مهرجانات وتظاهرات ثقافية وسياحية اخرى، لتحويل الانظار الى طرابلس السياحية خلال شهري آب وأيلول.