الديار: السياحة المنسيّة في عكار... إهمال وتهميش
14 آب 2023

الديار: السياحة المنسيّة في عكار... إهمال وتهميش

أين وزارات السياحة والثقافة والأشغال؟ جهاد نافع

بعض الانشطة الثقافية او المهرجانات الفنية، لا تفي بحاجة عكار الى انتشالها من ذاكرة النسيان. ففي عكار اهم المواقع الاثرية والسياحية والتراثية ساحلا وجبلا، فيما لو قيض لها الاضاءة الرسمية والاعلامية الكافية عليها...

ليست مدرجة عكار على قائمة السياحة الا خجلا ببعض المواقع، في حين ان المواقع السياحية والاثرية فيها تعتبر من اهم المواقع في لبنان على الاطلاق، بدءا من جبال وسهلات القموعة، الى اعالي نبع الشوح في عكار العتيقة، وصولا الى اعالي وتلال القبيات وعندقت في المرغان وعودين، بطبيعة يندر مثالها ، وبغابات دهرية نادرة بل الوحيدة في الشرق الاوسط ، كغابات شجر العزر والشوح والشربين، اصافة الى محميات بالغة الاهمية كمحمية عصام فارس في بينو وبحيرتها، ومحمية القموعة ومحميات القبيات..

ولا يمكن الاستهانة بالمواقع الاثرية العديدة الشاهدة على دور عكار في الحقبات التاريخية، والتي انجبت قادة حكموا العالم كالامبراطور الكسندر سفيروس الذي ولد في عرقة، او بنوا سيفا الذين حكموا لبنان وصاهروا الامير فخر الدين، وتركوا قلعة اثرية في عكار العتيقة ومساجد اثرية.. ودون ان ننسى ان نبوخذ نصر عبر عكار من بوابة جبل اكروم، وترك شاهدا اثريا على عبوره، ناقشا تاريخ العبور واهدافه على صخرة لا تزال قائمة في المنطقة، والى جانبها دير اثري يعود الى الزمن الصليبي.

اما آثار عرقة الشهيرة التي لا تزال عمليات التنقيب جارية فيها، فما ظهر منها حتى اليوم تثبت ان تاريخ عكار يعود الى العصر الحجري الاول والثاني والعصر البرونزي، ثم حقبة الفنيقيين وما تلاها من حقبات تاريخية مرت على البلاد. وحسب المنقبين ان آثار عرقة تضاهي آثار اوغاريت، وهي من ابرز الآثار في المشرق العربي.

عدا عن آثار القبيات ووادي خالد ومنجز والقليعات والقموعة، حيث بقايا قلعة عارومة التي تعرف ايضا بقلعة عروبة.

فعكار بكافة مناطقها خزان كبير للآثار العائدة لمختلف الحقبات، يضاف اليها المناطق الطبيعية القائمة فوق التلال، التي انشئت عليها مطاعم ومقاهٍ تحاكي الضباب وحول مجاري الانهر والشلالات والينابيع، ابرزها شلال عكار العتيقة وشلالات بقرزلا ونبع الصفا ووادي خالد. وايضا مغارة فنيدق، ومغارة وطى مشمش في منطقة حرار على كتف وادي جهنم.

هذه المواقع الطبيعية السياحية والمواقع الاثرية عز نظيرها في المناطق اللبنانية كافة، ومن يتجول في عكار سيتلمس حقيقة هذه الطبيعة في كافة مواقعها، لكنها منسية ومهملة ولم تتوفر لها العناية والرعاية والاهتمام التي توفرت في مناطق اخرى. ولكي تصبح مناطق مقصدا للسواح كان على الوزارات المعنية من سياحة واشغال وثقافة ان توفر لها التالي:

- اولا: شبكة مواصلات نموذجية بكافة شروط السلامة والامان.

- ثانيا: توفير الانارة اللازمة.

- ثالثا: تأهيل هذه المواقع وتأمين مستلزمات السياحة لها.

- رابعا: ادراجها في برامج السياحة اللبنانية مع تأمين الاعلام اللازم لها.

ان ادراج موقع حلسبان في القبيات مؤخرا في اطار السياحة الدينية من قبل وزارة السياحة، هو امر لاقى استحسان اهالي المنطقة، واعتبرت خطوة اولى جديرة بالاهتمام، لكن تبقى ناقصة ما لم تلحقها قرارات رسمية اخرى تضع الكثير من المواقع الاثرية والبيئية على خارطة السياحة اللبنانية البارزة، وتوجيه الرحلات ومواكب السياح نحوها للاستفادة من التاريخ ومن الطبيعة. وبالتالي، فان عكار ستشهد حالة من الانتعاش الاقتصادي والسياحي، وتوفر فرص ومجالات عمل لكثير من الشباب الجامعي الذين يتخرجون ولا يجدون فرصة عمل واحدة، الا من حظي بواسطة سياسية، ودعم من هنا وهناك، دون النظر الى شهادة او كفاءة.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen