غرقتم في لجة الوعود... عساكم تصدقون مرة!
مرسال الترسما كاد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يخرج من "الفرقعة الإعلامية" التي أطلقها من الصرح البطريرك الصيفي في الديمان وسعى من خلالها إلى إستجلاب تغطية مارونية لآدائه في الحكومة التي "بلعت" صلاحيات رئيس الجمهورية (الذي بات في خبر كان).
حتى أطل على اللبنانيين في اليوم التالي من السراي الحكومي ليبلغهم أنه تراس "لجنة وزارية مكلفة وضع خطة عمل تطوير وتطبيق الإستراتيجية الوطنية للحماية الإجتماعية”!
كلام جميل جداً لو أنه صادر عن مرجعيات حكومية لها القدرة على إتخاذ القرارات التي تنتشل اللبنانيين من اللجة التي ساهم ميقاتي مع الآخرين الذين تعاقبوا على السلطة منذ ثلاثة عقود، بدل إغداق الوعود التي تخطّت "الوعود العرقوبية" بأشواط بدون أن يلمس اللبنانيون ما يبّل ريقهم برشفة ماء.
ولزيادة الوعود التي تفوق أحمال جمال في الصحراء، ظهر وزير الشؤون الإجتماعية هكتور الحجار (الذي يزداد ملفه تساؤلات وعلامات إستفهام) ليزيد "قشة وعود" لن تقصم ظهر البعير ولكنها قصمت ظهور اللبنانيين حيث وعدهم بأن تلك الخطة التي ما تزال سراباً، ستطال اللبنانيين فقط من دون المقيمين، أي سيكونون وحدهم المستفيدين مما ستجلبه من "خيرات"، أما المقيمين من نازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين وسواهم فحصصهم ودعمهم بالفريش دولار واليورو مؤمنة بشكل منتظم عبر المنظمات الدولية كما يرى معاليه.
وربما من قبيل الصدفة وليس التوقيت المنظم فأعلن مدير عام الإسكان انطوان حبيب بعد لقائه ميقاتي: "حصلنا على موافقة نهائية عبر القرض العربي من الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي والإجتماعي والبالغ 165 مليون دولار".
وبذلك طمأن أهل الوطن إلى مستقبل أولادهم... وهذا المبلغ ربما سيحرك مسألة القروض الإسكانية إذا لم "يبلعه" أصحاب الجيوب الكبيرة.
وفي كل الظروف يعتقد المراقبون أن كل ما يقال لا يعدو كونه ذراً للرماد في العيون، ولعل أكبر مثال على ذلك ما حصل بالنسبة لأموال المودعين في المصارف اللبنانية منذ أربع سنوات والتي باتت في خبر كان.
ناهيك عن التقديمات الإجتماعية والصحية عبر الضمان الإجتماعي وتعاونية موظفي الدولة.
أما وزارة الشؤون الإجتماعية فقد بلعها الحوت إلى غير رجعة.
وعلى هذا المنوال لم يعد لدى المواطن اللبناني أي ثقة في المسؤولين أو في مؤسسات الدولة وهو بإنتظار أعجوبة تعيد اليه بعض حقوقه بالرغم من أنه يقوم بمعظم واجباته تجاه الدولة ولاسيما فواتير الكهرباء والمياه الباهظة مع أنه لا يحصل إلاّ على الفتات من تلك الضروريات.