الديار: شوارع طرابلس المهملة... هل آن أوان التأهيل ؟؟
دموع الأسمرقدر مدينة طرابلس واهلها تحمّل مرارة الحياة بشتى انواعها في ظل ما تتعرض له من اهمال، وابرز مظاهر الحرمان، الحفريات و"المطبات" التي تملأ الشوارع والاحياء، مما يوحي بان المدينة مهجورة جراء حرمانها المزمن من الرعاية والصيانة والاهتمام.
ليس في مجالس المدينة من حديث سوى الاهمال المتمادي منذ سنوات لعاصمة لبنان الاقتصادية، وكان يفترض صرف المخصصات المالية التي اقرت لها وبقيت حبرا على ورق ولم تستفد منها المدينة، وبالتالي فان اصابع الاتهام بالاهمال اول ما توجه الى نواب المدينة وقيادييها، الذين اغدقوا وعودا على المواطنين دون تنفيذ...
ويأسف الاهالي أن تتحول مدينتهم ذات الشهرة العالمية باحيائها، وكونها المدينة المملوكية في العالم، الى ما يشبه القرية المهجورة، وشوارعها المحفرة والجوَر المنتشرة والفوضى فيها، دلالة على واقعها المزري.
اولى الحاجات الملحة هي اعادة تأهيل الشوارع وترميمها، والمطلوب قبل فصل الشتاء حتى لا تتسبب الامطار بالكوارث، جراء تحول الشوارع الى بحيرات ومستتقعات تصطاد المارة والسيارات، اضافة الى الوحول التي تغزو الطرقات بسبب المياه الراكدة المبتذلة في الحفر.
مضت سنوات والطرابلسيون على موعد مع تزفيت الطرقات، لكن الوعود بقيت وعودا، وايا من المسؤولين لم يحرك ساكنا، حتى اصبحت هذه الحفريات من معالم المدينة التراثية.
لم يفقد الطرابلسيون الامل في مسلسل الطرقات المزرية، ومطالباتهم بصوت عال دفع ببعض النواب الى التحرك، لا سيما تجاه وزارة الاشغال لمطالبتها بموازنة كافية لتأهيل الطرقات وصيانتها.
وتأتي المطالبة بعد سلسلة حوادث وقعت في الاونة الاخيرة، اعتبرتها الاوساط انها ناتجة من كثافة الحفر والجور وتردي الشوارع. وادت بعض الحوادث الى سقوط قتلى وجرحى، فاندفع بعض النواب لاطلاق مبادرة لتزفيت شوارع طرابلس، تفاديا للحوادث والمخاطر.
وقبل ايام بدأت ورش الأشغال في تزفيت شارع الرشواني في منطقة باب التبانة، على ان يليه تزفيت عدد من الشوارع في المنطقة.
وتهدف هذه المبادرة، بحسب بيان للنائب فيصل كرامي الى "دعوة كل المقتدرين من سياسيين ورجال اعمال وفعاليات طرابلسية الى تزفيت الشوارع التي يقطنون فيها، او توجد مكاتبهم واماكن عملهم حولها، وبذلك يعم الخير على الجميع، على المتبرع وعلى السكان والأهالي"، وهي بادرة تأتي اثر ما قيل عن عجز مالي لدى وزارة الاشغال، وان موازنتها غير كافية لتغطية كافة عمليات تأهيل وصيانة شوارع طرابلس والشمال.
ازاء ذلك، تسجل في طرابلس مبادرات لجمعيات من المجتمع المدني التي تعمل على انارة الشوارع وتأهيلها، واعادة تشغيل البرك التاريخية التي تزينها نافورات مياه، بهدف النهوض بالمدينة جراء الاهمال الرسمي اللاحق بها.