صيّادو بيروت إلى عكّار... أكثر أماناً
12 كانون الأول 2022

صيّادو بيروت إلى عكّار... أكثر أماناً

اعتباراً من منتصف شهر أيلول يبدأ موسم الصيد. واعتباراً من هذا التاريخ وبداية شهر تشرين الأول، نزح صيّادو بيروت باتجاه عكّار لا سيّما إلى مناطق السهل كالعريضة والقليعات، حيث الأراضي الواسعة التي يكثر فيها تواجد الطيور.


نزوح الصيّادين هذا إن صحّ التعبير، وبحسب العديد منهم، وهم يأتون إلى عكّار أسبوعياً، فرضه الوضع المستجدّ في مناطق بعلبك والهرمل التي كان يقصدها محبّو وهواة الصيد من بيروت في السنوات الماضية، ولكنّ عمليات السطو و»التشليح» التي تعرّضوا لها أكثر من مرّة على الطريق نحو المناطق التي يصطادون فيها، جعلتهم يغيّرون الوجهة باتجاه عكّار ليمارسوا هوايتهم المحبّبة في أراضيها. عدد كبير من مزارعي مناطق السهل لم يزرعوا أراضيهم هذه السنة، تركوها بعلًا لأنهم علموا بوصول وفود «البيارتة» إليها بقصد الصيد البرّي، وأغلب هؤلاء الصيادين هم من كبار المسؤولين والموظفين ورجال الأعمال، واستأجر العديد منهم الأراضي لستة أشهر أو لسنة، بهدف زيارتها في نهاية الأسبوع للصيد والإستجمام، فارتاح أصحابها من زراعتها ومن الإنتكاسات التي يتعرّضون لها سنة بعد أخرى.

وإلى جانب صيّادي بيروت اجتمع أصدقاؤهم من صيّادي عكّار، وآخرون من طرابلس أيضاً، لتتحوّل الأراضي من مفرق حمص حتى الحدود السورية - اللبنانية عند نقطة العريضة أرضاً يسكنها الصيّادون، فتحوّلت المنطقة هناك إلى ما يشبه ساحة حرب لا تسمع فيها إلا أصوات إطلاق النار من بنادق صيد منتشرة في كل مكان. واشتكى بالمقابل بعض المواطنين من أنّ بعض الصيّادين المنتشرين على الطريق أو في الأراضي، يطلقون النيران احياناً باتجاه السيارات أثناء مطاردتهم لطيور المَطوق والسُّمُّن.

وبالقرب ممّا بات يمكن تسميته بتجمّع الصيّادين من كل المناطق؛ هناك نقطة العريضة الحدودية وفيها مراكز للأمن العام والجمارك اللبنانية والسورية، ومنها يدخل اللبنانيون إلى سوريا والسوريون إلى لبنان. ولا يسمع الوافدون والمغادرون إلا أصوات رصاص الصيد، حتّى أنّ العناصر الأمنية من الجانبين السوري واللبناني تُبدي انزعاجها من الموضوع. لكنّ المثير في الأمر أنّه على المقلب السوري لا تشهد الأراضي السورية أي من هذه الظواهر ولا ينتشر الصيادون كما هي الحال في لبنان. يشتدّ هذا المشهد في نهاية كل أسبوع ومن المتوقّع أن يستمرّ بشكل عام حتى نهاية كانون الأول أي نهاية موسم الصيد تقريباً. والأهم من ذلك كلّه، هو أنّ وزارة البيئة لم تطلق موسم الصيد أبداً.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen