لماذا لم يتعلم الفلسطينيون واللبنانيون من دروس الماضي؟
مرسال الترستساءل العديد من المراقبين عن الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى إندلاع الإشتباكات الأخيرة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صيدا في الجنوب اللبناني، من دون أن يصلهم الجواب الشافي لما يحصل من إشتباكات دموية - المفترض أنها بين أخوة – إلاّ أنه عند البحث في النتائج تسارع كل الأطراف إلى التفتيش عما يفيدها ولا أحد يفكر في ما يفيد الوطن!
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة إزاء ما يجري هو: هل باتت طريق القدس تمر في صراع عين الحلوة، وربما غداً في مخيمات الرشيدية أو صبرا أو شاتيلا... فتعمل على إنهاء الشتات الفلسطيني على الأرض اللبنانية... كما كانت في السابق تمر في جونية وسعت لتدمير العلاقات اللبنانية – الفلسطينية لا بل أوصلتها إلى نقاط اللاعودة؟
وما يحصل على الساحة الفلسطينية ينسحب على ما يجري وجرى على الساحات اللبنانية التي تحولت إلى مسارح مفتوحة لمختلف أشكال التناحر.
فمنذ الإستقلال وحتى اليوم تكاد لا تمر عشر سنوات بدون أن تؤدي ثورة أو حرب أو صراع أخوة على نفوذ هنا، أو كرسي هناك، إلى تدمير ما تمّ بناؤه في السنوات التي سبقت.
والمهم الرقص دائماً في السيوف والخناجر وصولاً إلى المسدس والبندقية والمدفع ناهيك عن الإغتيالات والمجازر!
فهل هو قدر الشعوب العربية أن لا تلتقط أنفاسها، وعليها أن تنتقل بإستمرار من الحروب إلى الصراعات الطائفية والمذهبية في دوامة يجب أن لا تعرف طريقاً إلى ما يسمى الإستقرار أو إلتقاط الأنفاس وبذلك ينعم الأعداء بالهدوء وراحة البال!
ربما هي التركيبة التي رسمت مصير هذه الشعوب بحيث لا تدرك الراحة أو التنمية، أو ربما هي اللعنات التي ترافق نشأتها من اللحظة التي رسم فيه الإستعمار حدود إقامتها وتقسيمها الديموغرافي!
الجلي في هذا المضمار أن مجمل الصراعات والحروب هي على النفوذ والمكاسب ليس إلاّ، فيما المصالح الوطنية والقومية والسيادة وما يوازيها من عبارات طنّانة رنّانة، ليست إلاّ للاستهلاك الإعلامي الذي يُبقي الرأي العام غارقاً في الأوهام بأن من يتولون السلطة لديه لا هم لهم إلاّ "مصلحة الوطن"، فيما هم يغذون الفرقة بين من يتولون أمرهم ويخترعون لهم ذلك "الراجح" المجهول!
ألا تلاحظ تلك الشعوب والقبائل والعشائر العربية أنها بما تقوم به تخدم الأعداء بدون مقابل ...وهل ذلك ناتج عن غباء متأصل، أم تواطوء مدروس ومخطط له كي لا تسجل أية تنمية إلاّ تحت راية هذا الإستعمار أو تلك الهيمنة المباشرة أو المقنّعة لـ " كاوبوي" ياتي من الغرب؟