اعتصامٌ في طرابلس ضدّ حرق الإطارات والنّفايات: «نحن نتنفّس الموت»
نظّمت هيئات المجتمع المدني و«حرّاس المدينة» اعتصاماً في ساحة التل وسط طرابلس، احتجاجاً على عمليات حرق الإطارات المستمر في السّقي الشّمالي من المدينة وانبعاث الدخان الأسود منها، والذي يغطي أغلب أحياء المدينة ما يُهدّد بإصابتهم بأمراض خطيرة ومستعصية، واعتراضاً على عدم معالجة مكبّ النّفايات القديم عدا عن مكبّات النّفايات العشوائية، ما يؤدّي إلى تلوّث بيئي وصحّي كبير في المدينة.الناشطة في هيئات المجتمع المدني، مها المقدم، أشارت في كلمة إلى أنّ «أمراض السرطان دخلت إلى أغلب البيوت بسبب الدخان الأسود المنبعث من حرق الإطارات»، محذّرة من أنّه «إنْ لم نوقف هذا التعدّي على صحتنا وبيئتنا فسوف نندم حين لا ينفع الندم». واتهمت محافظ الشمال، رمزي نهرا، الذي وصفته بـ«الحاقد على طرابلس»، بأنّه «يغطي بسكوته وإهماله الذي يرتقي إلى مستوى التواطؤ كلّ عمليات حرق الإطارات، علماً أنّ الأجهزة الأمنية في إمرته»، ومتسائلة: «إذا المحافظ "مش فرقانة معه" فأين هي الأجهزة الأمنية؟». وطالبت المسؤولين «بإنهاء هذه المهزلة بسرعة». وسألت: «هل يجرؤون على حرق الإطارات وتسميم الهواء في البترون مثلاً، الجواب بالطبع لا لأنّ هناك خطوطاً حمراً لا يمكن تجاوزها، بينما في طرابلس كلّ شيء مستباح، ولا يوجد من يحاسب».
كما انتقدت مجلس الإنماء والإعمار الذي «يسعى لتلزيم تأهيل مكبّ نفايات طرابلس القديم وهو مكب يُعتبر شاهداً على تقصير هذا المجلس في حق طرابلس وأيضاً تقصير الحكومات المتعاقبة، دون أن ننسى بلدية طرابلس، هذه البلدية المنكوبة المدينة بها». وحذّرت مجلس الإنماء والإعمار من «تلزيم تشغيل محطة التكرير في المدينة لمن تحوم حوله الكثير من شبهات الفساد».
وأشارت المقدم إلى أنّ «أهم منطقة على شاطىء طرابلس أصبحت مصيبة على بيئة وصحّة واقتصاد المدينة. من حقنا أن يكون ساحلنا جميلاً ونظيفاً، وأن يكون للمدينة قرب المرفأ والمنطقة الاقتصادية مساحات جاهزة لاستقبال مشاريع اقتصادية عملاقة تنقذ طرابلس وشبابها العاطل من العمل، وليس تشييد مسلخ جديد، أو أن تكون منطقة موبؤة بمكبات النفايات، هذه النفايات التي يجب العمل بسرعة على إيجاد مكان ملائم بيئياً وصحياً لها خارج طرابلس».