عندما يتحول التمثيل النيابي إلى
31 تموز 2023

عندما يتحول التمثيل النيابي إلى "تمثيل" في جسد الوطن!

مرسال الترس

قد لا يمر يوم او ربما ساعات في النهار الواحد دون ان يتحف اللبنانيين أحد ممثلي الطائفة المارونية في مجلس النواب (ومنهم بالتأكيد نواب الصدفة) من المناطق التي تصنّف بأنها شرقية (على مقولة أيام حرب السنتين) بالحديث عن التمثيل المسيحي في هذه المناطق التي تضم الموارنة الأقحاح على ما أدعى النائب الكسرواني السابق نعمة الله أبي نصر .

وليذكرهم بأن حزبه "القوات اللبنانية" أو تياره "الوطني الحر (العوني سابقاً)" هو الممثل الأول للمسيحيين في لبنان لأن هذين الفريقين لم يستطيعا الخروج من شرنقة إدعاء التمثيل المسيحي منذ بداية تطاحنهما في أواخر ثمانينات القرن الماضي ونجحا في قطع رؤوس المئات من الشباب المسيحي وجرح وتهجير أو تشريد عشرات الآلاف منهم.


أحدث هذه المشاهد جاء من منطقة الأشرفية الأسبوع الماضي عندما إنبرى احد الممثلين السابقين لحزب القوات اللبنانية في ساحة النجمة إلى القول:" “القوات” هي الممثل الأساسيّ للمسيحيين والعمود الفقري للمعارضة".

ولتنبري زميلة حالية له أن لا ترى": سوى رئيس حزب القوات سمير جعجع هو المرشح المنطقي الأول لرئاسة الجمهورية وعلى جميع نواب المعارضة الإتجاه لإنتخابه والاّ فانهم يخونون توجهاتهم في "السيادة والحرية والإستقلال".   


تقول الحكمة المنبثقة من الشرع: "إذا إبتليتم بالمعاصي فإستتروا"!
فهل قرأ هؤلاء جيداً تاريخ هذه المنظومات السياسية التي إنطلقت في الأساس من الآم وجراح المسيحيين بعدما كبدتهم الكثير الكثير من المآسي التي لا يمكن ان تُغتفر أو تُنتسى لياتوا اليوم فيتباروا على إدعاء الزعامة على ما تبقى من هؤلاء المسيحيين ليس في لبنان فقط وإنما في هذا الشرق.
فعن أي مسيحيين تدّعون التمثيل هل الذين إستشهدوا في شرق صيدا والجبل وأهدن والصفرا ...بفضل سياسياتكم الإلغائية والتدميرية أم الذين هاجروا قسراً وهرباً إلى بلاد الله الواسعة إتداء من أوروبا مروراً بالولايات المتحدة الأميركية وتوابعها وصولاً إلى كندا جراء إستراتيجياتكم المشبوهة التي لم تعرف يوماً القراءة في تركيبة هذا الشرق؟
فالتمثيل الحقيقي يجب أن يترجم إنتخاباً لرئيس جمهورية يمثل كل الوطن بجميع طوائفه ومذاهبه وليس شخصاً يريد أن "يمثّل" في جسد الوطن المهشّم  تقطيعاً وشرذمة خدمة لهذه الإستراتيجية أو تلك المخططات التي توضَّب عادة في أقبية الدوائر المشبوهة، التي لا تريد الخير لأي لبناني أو عربي.

على طريقة تلك العبارة الإسرائيلية العنصرية التي تقول:"الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الموجود في القبر"، لا بل أكثر أن "العربي الجيد هو العربي الموجود في القبر"!

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen