هل هذا هو لبنان الذي تطمحون إليه؟
مرسال الترستستغرب الكثير من شعوب الشرق الأوسط وخارجه أمر اللبنانيين الذين نزلت عليهم المصائب والأزمات منذ أربع سنوات من كل حدب وصوب مالي وصحي وحياتي ومعيشي.
وتوقّع لهم الأعداء كل طرق الإنهيار والتفكك، حتى ان كبار المسؤولين عندنا توقعوا الذهاب إلى جهنم.
في حين ان أبناء البلد ما زالوا يمارسون حياة أكثر من طبيعية، ولكنها مصحوبة بالكثير من المغالطات والشوائب التي لا تصلح أبداً أن تكون قاعدة في بناء وطن يحلم به الأبناء!
-فهل أهل لبنان هم انفسهم الذين سارعوا إلى الإنزواء في محاجرهم خوفاً من الكورونا هم الذين يملاؤون البارات والملاهي والنايت كلوب حتى بزوغ الفجر ؟
-وهل هم أنفسهم الذين صبوا جام غضبهم على المصارف والمؤسسات المالية التي إبتلعت ودائعهم هم الين تغص بهم المقاهي والمطاعم صبحاً وظهراً ومساء؟
-وهل هم أنفسهم الذين يشتمون ويقذّعون بأبشع الألفاظ أهل السياسة والمسؤولين في البلاد في مرحلة ما بعد الطائف في السر، ولكنهم يصلون إلى حد تأليه من يرونه زعيمهم أو المسؤول عن قيادتهم؟
-يتحدثون صبحاً ومساء بالمثاليات والإجتماعيات المنزّهة، ويكاد لا يمر يوم بدون تسجيل عمل غير أخلاقي وبعيد كل البعد عن الحياة الإجتماعية الفضلى في هذه المنطقة أو تلك وكأننا نعيش في مجتمع وحشي لم تصله الأدبيات المجتمعية في أي يوم من الأيام!
-يصمون الآذان عندما يغرقون في الحديث عن بناء وطن مثالي، ويهتكون عرض الممارسات اليومية ابتداء من تكدس النفايات في الشوارع الى التهافت للحصول على الخبز او المحروقات... حتى آخر المعزوفة البشعة جداً جداً!
إرحموا هذا اللبنان "الذي رفعه من سبقنا إليه إلى مستوى أن يكون "قطعة من السماء" و "سويسرا الشرق"، فعملنا على تدمير كل مقوماته السياسية والاجتماعية حتى باتت تسمية "جمهورية جهنم" تسمية مقبولة جداً في قاموسنا اليومي.
فهل سنستفيق على وجوب استعادة أخلاقياتنا السياسية والمجتمعية لنعمل فعلاً على بناء وطن يجد نفسه متقدماً في المجتمع الدولي كما كان في السابق، أم أننا سنجلس على قارعة طريق الأمم المتحدة نقضم أصابعنا ندماً ساعة لا ينفع الندم منضمين إلى الشعوب التي خسرت أوطانها نتيجة غبائها وغباء حكامها، فنغرق أكثر في الموبقات ليس السياسية وحسب وإنما الأخلاقية والإنسانية، فنصحو يومياً على جرائم جديدة لم يسجّل مثلها في تواريخ الشعوب التي عرفت الحضارات منذ الآف السنين وكنا نحسب أنفسنا من عدادها!