سفير الشمال: من يحمي الأطفال من الاغتصاب والعنف النفسي والجسدي!؟؟
سمية موسىفقدت الطفوله معناها في بلد الأزمات، وأصبحت تواجه قسوة تتنافى مع حقوقها ومعنى وجودها ورعايتها، ما يحولها الى الشريحة الأكثر هشاشة في المجتمع خصوصا إذا ما شملت القسوة إعتداءات مختلفة من العنف والأزمات، ونقص الغذاء وتردي الخدمات في قطاعيّ التعليم والصحة.
بعد الجريمة الوحشية التي تعرضت لها الطفلة لين طالب وما سبقها من جريمة الاعتداء على الأطفال في الحضانة، تكررت جرائم الاغتصاب في عكار ولكن هذه المرة مع طفل لم يتعد العشر سنوات، حيث أقدم المدعو “هـ.أ.ض” بإغتصابه قرب أحد المقاهي.
وقد فتح مخفر العبدة تحقيقاً بالحادثة. وعُلم أن الطفل قد نُقل إلى إحدى مستشفيات بيروت وهو من بلدة مشمش العكاريّة.
إلى ذلك إستنكر رئيس بلدية مشمش محمد برّي الجريمة الجديدة، داعياً الدولة الى ضرورة الضرب بيد من حديد، وإتخاذ أقصى العقوبات بحق المُعتدي، تاركاً التحقيق للأجهزة الأمنيّة.
اما في طرابلس فجريمة من نوع آخر حيث عثر على طفلة حديثة الولادة داخل كيس اسود بالقرب من بلدية طرابلس.
وفي التفاصيل، انه لدى مرور احد المواطنين بالقرب من مبنى بلدية طرابلس، شاهد كلبا يجر “كيس أسود” يخرج منه صوت انين. فسارع الى اخذ الكيس ليتبين أن بداخله طفلة حديثة الولادة. فقام بنقلها الى المستشفى الاسلامي.
ونقلت الطفلة فيما بعد الى مستشفى طرابلس الحكومي عبر جهاز الطوارئ والاغاثة، وبحسب المعلومات فان الطفلة تعاني من جروح متفرقة في مختلف انحاء جسدها.
وبظاهرة مختلفة ليست بجديدة، لكنها أصبحت أكثر انتشاراً في ظل الأزمة الإقتصادية الخانفة التي تمر بها البلاد، تردّدت معلومات عن محاولة خطف تعرّضت لها مجموعة من الأطفال في بلدة مركبتا – المنية، الأمر الذي لم ينفه رئيس البلدية بسام عطية.
وفي تفاصيل الحادثة أيضا، أوضح عطية أن “محاولة الخطف حدثت نهار السبت الفائت، حيث جاءت سيارة من نوع مرسيدس 300 – لون فضي إلى منطقة العين في البلدة لتعبئة المياه، وكان بداخلها 3 شبان، وتزامن ذلك مع وجود ثلاث إناث تتراوح أعمارهن ما بين الـ 10 والـ 11 سنة”.
وأضاف: “قام أحد الشبان بفتح الباب الخلفي ومحاولة دفع البنات الثلاث إلى داخل السيارة، لكن الفتيات اللواتي ذعرّن سارعن إلى الهرب، وقامت احداهن بابلاغ والدها بما جرى ليسارع الأخير إلى إبلاغ البلدية”.
ولفت إلى أن “البلدية ستقوم بدورها من خلال توعية الأهالي لعدم السماح لأطفالهم بالذهاب وحدهم إلى منطقة العين”، مشيراً إلى أنه “تم التواصل مع الأجهزة الأمنية لفتح تحقيق في الحادث”.
وأشار عطية إلى أن “البلدية ستلجأ إلى اجراءات احترازية، لتفادي مثل هذه الأعمال”.
هي أعمال العنف تتمدد على طول المساحة اللبنانية، فيما المواطنون يتصارعون في سبيل البقاء على قيد الحياة، وفي ظل الانهيار الاقتصادي والأزمات الاجتماعية وإنعدام الخدمات الطبية، يعاني الأطفال من أوضاع مأساوية بفعل فقدانهم أبسط الحقوق من المأكل والملبس والصحة الى التعليم والترفيه وغير ذلك، وفقا لتقارير صادرة عن اليونيسف.
كما بات الأطفال الضحايا الأبرز لحوادث العنف الصادمة التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة، حيث سجلت منظمة “حماية” في عام 2022، 2766 حالة عنف، 27 في المئة منها تتعلق بحالات إهمال و29 في المائة نتيجة عنف جسدي و 21 في المئة عنف نفسي، و 11 في المئة استغلال.
كما ارتفعت نسبة العنف الجنسي 4 في المئة عن عام 2021 حيث وصلت إلى 12 في المئة، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023 استجابت المنظمة لـ 1415 حالة عنف.
كما ان طفلاً من بين كل طفلين في لبنان معرّض لخطر العنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي، في الوقت الذي تعمل فيه الأسر لمواجهة الأزمات في البلاد.
وترى مصادر مواكبة أن على الدولة والوزارات المعنيه التحرك والاسراع في ضمان حماية الأطفال من سوء المعاملة والأذى والعنف والحفاظ على حقوقهم”.
فضلا عن ضرورة تعديل مواد في القانون اللبناني تهدف الى تخفيف الخطر الذي يهدد امن وسلامة الأطفال، ويضاعف من عقوبة كل من تسول له نفسه الاعتداء عليهم.