عكار الغائبة عن السياسة... تكتلان والتهميش مُستمرّ
تكتلان سياسيان نيابيان في عكار، «الاعتدال الوطني» و»لبنان القوي». مضت ثمانية اشهر على الانتخابات، اي ٢٤٠ يوما، كان يفترض خلالها ان تظهر تباشير الانماء في المنطقة، بل كان يفترض ان يتلاقى التكتلان في موقف واحد بعيدا عن الاختلاف السياسي لمصلحة عكار عامة، وان يعوّضا المنطقة سنوات الحرمان، ويسدا فراغا حصل منذ العام ٢٠٠٥. غير ان الواقع جاء عكس التطلعات، فلكل مرجعيته ولكل منهم رؤيته، وتعمقت الخلافات مؤخرا في ما يتعلق بانتخابات الرئاسة، وحتى في الموقف من حكومة تصريف الاعمال.
وكل ذلك انعكس سلبا على الانماء في عكار وعلى مشاريع النهوض بها، وبقيت على حالها كافة المرافق، بل تفاقمت الى حالة مزرية على صعيد التغذية الكهربائية وشبكة المواصلات والقطاع الزراعي. كما تفاقمت حالات الفقر والجوع وانعدام فرص العمل، الامر الذي ادى الى اوضاع اجتماعية خطرة، زادت من حالات السرقات والسلب والنشل والتعديات، وانتشار السلاح المتفلت التي تشهدها العديد من القرى والبلدات، وهذا لم يحصل مثله قبل هذه السنوات العجاف، فبات في كل يوم عملية سرقة لمنزل او نشل في طريق فرعي تحت جنح الظلام.
ورغم ذلك، فان النواب لم يبادروا الى الاجتماع حول طاولة مستديرة لمناقشة الشؤون العكارية، سوى حالات فردية تنم عن استثمار اعلامي ليس الا. وبقيت حركة البعض منهم دون نتائج تذكر، حتى ان بعضهم تسابق الى تبني عملية تأهيل الطريق البحرية الدولية بعد مستديرة العبدة واخذ صور» سلفي» عليها.
اوساط سياسية تتحدث ان عكار باتت تفتقد مرجعية سياسية ذات وزن فاعل، وان اقامة مأدبة هنا او وليمة هنا، ليس هو المطلوب وليس هو ما ينعش هذه المنطقة المحرومة، بل ان المطلوب ان يلتقي التكتلان ويجتمعان لوضع برنامج عمل وسلم اولويات ومراجعة الوزراء المعنيين، وانتزاع حقوق المنطقة بدءا بالتغذية الكهربائية المفقودة منذ زمن، واذا حصلت فبالكاد تحصل على ساعة كهرباء واحدة، اضافة الى مسألة تأهيل وتعبيد الطرقات خاصة من حلبا الى الكويخات، ومن حلبا الى العبدة، بعد حفرها وتركها مدرجات تتكسر عليها السيارات، كون لا صوت نائب يرتفع او شخصية سياسية تواجه، وهذا كله دلالة على التهميش والاستهتار وغياب القيادة والمرجعية.
باتت عكار تفتقد القيادة السياسية الفاعلة التي تستطيع ان تنتزع القرار السياسي لمصلحة المنطقة، وان تكون حاضرة في القرار السياسي اللبناني المركزي، فعكار غائبة عن الساحة السياسية كما نوابها، كل يبحث عن مكاسب ومناصب، دون الالتفات الى هموم وشجون المنطقة، وازماتها كثيرة ومتعددة
فهل اختارت عكار نوابها بملء ارادتها؟ ام انهم هبطوا عليها وفق تسويات ستترك بصماتها على مدى اربع سنوات متواصلة!!...