الغرب ينفذ سياسة يهودية في قهر لبنان!
17 تموز 2023

الغرب ينفذ سياسة يهودية في قهر لبنان!

 مرسال الترس

في حين كان بعض اللبنانيين مبهوراً بالبهرجة الغربية، كان آخرون يرددون مثلاً يقول:"ما بيجي شي من الغرب بيسّر القلب".


فالغرب إستغل التناقضات القائمة في المجتمع اللبناني عبر سلسلة من الثغرات لينفذ سياسة تخدم مصالح الكيان الصهيوني في كل المراحل ليس لأنه مغرم بمفهوم هذا الكيان ولكن لكي يبعده عنه نظراً لشوفينيته المفرطة.


فإذا عدنا إلى قرون من التاريخ الأوروبي نرى أن اكثر من نظام فيه إبتداء من روسيا القيصرية وصولاً إلى المانيا النازية قد عملت على إبعاد اليهود عن أراضيها لألف سبب وسبب وأبرزها عدم ولائهم للدولة التي يقيمون فيها.


وعندما أقدمت الصهيونية العالمية على دعم إنشاء الكيان اليهودي على أرض فلسطين في العام 1948 ودفع أهل البلاد بإتجاه الدول المجاورة كانت حصة لبنان أكبر من طاقة تحمّله، في حين سارعت دول أوروبا إلى الإعتراف بالدولة الوليدة كدولة مكتملة العناصر.

 وأول تلك الدولكانت  روسيا (الإتحاد السوفياتي) لتتبعها بقية الأنظمة الليبرالية.


ولم بتوقف الدعم عند هذا الحد وإنما أصرّ الغرب على تأييد كل القرارات المتعلقة بكيان إسرائيل وعلى خط موازٍ تأييد مطالباته بإسقاط حق العودة لذلك الشعب الشريد والسعي لتوطينه حيث هو لألف هدف وهدف.


إستكمالاً للأخطاء والمكائد أقر برلمان الإتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي مشروعاً يهدف إلى زيادة المساعدة للنازحين السوريين كي يبقوا على أرض لبنان لسببين: 
-لمحاولة إستغلالهم سياسياً بوجه الحكم في سوريا الذي لم يخضع لمشاريع التطبيع، وإبقاء مئات الآلاف من هؤلاء النازحين بعيدين عن محاولة اللجوء الى القارة العجوز التي لا تسعى الى إستيعاب أكثر من ثلاثين الفاً في السنة في جميع دول الإتحاد.


-العمل على ترسيخهم في لبنان (وأكثريتهم من الطائفة السنية)  في سعي لتغيير ديمغرافي يسعى إليه الكيان الصهيوني يوماً يستطيع أن يستخدمه في وجه الثنائي الشيعي (وتحديداً zhب الله) الذي يشكّل لهم وجع رأس فعلي منذ عقدين ونصف من الزمن.  


فخارج تسمية "الأم الحنون" المتعلقة بفرنسا والتي اقتنع بها المسيحيون كحماية لهم في فترات محددة.

لم يشعر أي من الطوائف والمذاهب اللبنانية أن أياً من دول القارة يكن لهم العطف أو الحماية بل كان جل تركيز حكامها على تأمين الدعم المطلق اللازم لتقوية حضور هذا الكيان الغريب عن محيطه كي يبقى تلك الشوكة التي يمكن من خلالها إيذاء من يلزم! ولكن متى يفكر المسؤولون عندنا كيف يطلقون العنان لهؤلاء النازحين للوصول إلى شواطئها عندها قد يبدأ حكام تلك الدول بالتصرف بعقلانية تنعكس خيراً على وطننا.

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen