هل تحدّث لودريان بأكثر من لغة، وهل سيكرّر أسلوبه؟
10 تموز 2023

هل تحدّث لودريان بأكثر من لغة، وهل سيكرّر أسلوبه؟

مرسال الترس

بالرغم من توقعات بعض المراجع، ومنها رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان ستكون بُعيد النصف الثاني من شهر تموز الحالي (الذي كان معروفاً عنه أنه يلهب الميّ بالكوز، فاذا به مبرداً أعصابه ونسماته هذه السنة على غير عادة) إلاّ انه من الواضح أن مهمته لن تكون ميسرة لاسباب عدة من أهمها:


-تشبث الأفرقاء بمواقفهم بالنسبة لدعم المرشحين وتفضيل بعضهم الفراغ القائم منذ ثمانية أشهر ونصف على إنتخاب رئيس للجمهورية من منطلق أنهم لا يستطيعون إيصال مرشحهم، ويرفضون وصول مرشح الخصم ولذلك فهم يعتمدون المبدأ الشمشوني: "عليي وعلى لأعدائي يا رب".


-لم تظهر اية مؤشرات توحي ان لودريان يحمل الترياق للأزمات في لبنان او على الأقل للملف الرئاسي بل أن مهمته شابها الغموض، وسيطرت عليه التقية، ولذلك لاحظ المتابعون أن جميع الذين التقوا به خرجوا بقناعة أن الموقف سيكون لصالحهم في الحل الذي سيعتمد للاستحقاق الرئاسي. ولذلك ترسخت قناعة المراقبين أن المسألة ما تزال عند نقطة الصفر. 


 -ظهر جلياً أن الموفد الفرنسي (وبالتالي بلاده) لا يحمل تفويضاً مطلقا من اللجنة الخماسية التي إجتمعت في باريس والتي تمثل الى فرنسا كلاً من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر (مع إحتمال إن تنضم إليها إيران) لإستنباط ما يراه (أو ما يراه رئيسه ايمانويل ماكرون) مناسباً، لأن ما ظهر حتى الآن من واشنطن والرياض والقاهرة والدوحة لا يوحي مطلقاً أنها تعطي لودريان و"دور بلاده الحنون على لبنان" صكاً على بياض.

لا بل أن هناك تلميحات بترشيحات بعيدة جداً عما تضمره باريس في قرارة نفسها أو التي أعلنت عنه في مطلع تحركها.


السؤال الذي بات يقض مضاجع جميع المراقبين هو : هل تحدّث لودريان بأكثر من لغة مع محاوريه في العاصمة اللبنانية حتى ظهر أكثر من تفسير لأحاديثه أم أنه أتقن التحدث بلغة "شاتوبريان" و "فكتور هيغو" أكثر من اللازم الأمر الذي إلتبس على محاوريه الذين يتقنون اللهجة الشعبية الفرنسية التي تبتعد كثيراً عن لغة الأجداد؟


يبدو أن الجميع بحاجة لمترجم قد يكون أميركياً أو سعودياً أو ربما إيرانياً أو سورياً لتوحيد التفسيرات ووضعها في قالب موحد يمكن إستيعابه من الجميع وينزل برداً وسلاماً على اللبنانيين الذين ينتظرون الفرج الذي قد يطول نظراً لصعوبة توحيد اللغات! وهل سيكرّر   أسلوبه أم سيكون لديه "أرانب في أكمامه" سيخرجها عندما تدعو الحاجة؟

Add to Home screen
This app can be installed in your home screen