الديار _ الأضحى شمالاً: حركة تجاريّة ناشطة شوارع اختنقت ازدحاماً... وفلتان أمني مُستمرّ
جهاد نافعمظاهر العيد في الشمال كانت بارزة هذا العام، من طرابلس الى عكار وبقية المناطق. حتى البترون عاشت اجواء العيد، حيث شهدت ازدحاما لافتا في شوارعها ومقاهيها واسواقها، وتكاد تنافس مقاهي طرابلس واسواقها في الاقبال، لا سيما وان مقاهي ومطاعم طرابلس واسواقها اكتظت بالعائلات من كل انحاء الشمال، بشكل غير مسبوق.
فقد ازدحمت شوارع طرابلس كلها، حتى الميناء كادت تختنق بازدحام السيارات، رغم كل التدابير الاستثنائية التي اتخذتها شرطة البلدية، وليست عكار او المنية الا احد النماذج لمشاهد العيد المميزة على كل الاصعدة.
الحركة التجارية شهدت نشاطا ملحوظا، وحركة البيع والشراء في هذا الموسم، كانت بحدود المستوى المقبول حسب وصف احد التجار، معتبرا ان الوضع قياسا الى ما سبق يمكن وصفه بالجيد، لكن رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين المتدنية جدا، هي العائق الاساسي الذي يحد من ارتفاع منسوب الحركة التجارية.
واذا كان العيد متنفسا للعائلات، فان كل التدابير المتخذة لتنظيم حركة السير، لم تتمكن من احتواء أرتال السيارات في مختلف انحاء الشمال، سواء الارتال المتجهة من عكار الى طرابلس، او من طرابلس الى المنية وعكار والضنية، او تلك المتجهة الى البترون. وقد امضى مواطنون ساعات في زحمة نفق شكا، وزحمة حاجز الجيش على الاوتوستراد او الطريق البحري، والحال ذاتها على كورنيش الميناء.
الازدحام الخانق الذي يحصل في الاعياد والمناسبات، يفتح ملف شبكات المواصلات في الشمال على مصراعيه، وهو ذو اهمية قصوى ناجمة عن تراكم وعود وزارات الاشغال المتعاقبة، وفي ظل غياب رقابة جدية لمتعهدي الاوتوسترادات والشوارع والطرقات الرئيسة والداخلية في عكار وطرابلس والضنية، حيث الاشغال على الطرق تمتليء بالشوائب، ثم تليها اعادة حفر لزفت لا يمر عليه الاسبوع ، وكأن المطلوب ان تبقى طرقات عكار والشمال محفرة ومهملة نظرا لغياب صوت مسؤول وفاعل.
وفي ظل هذه الاوضاع كانت دوريات الجيش وقوى الامن الداخلي منتشرة في كل مكان، تبذل جهودا لضبط وتنظيم حركة السير الخانقة...
لكن وعلى صعيد آخر، فان الفلتان الامني في طرابلس والشمال لا يزال مقلقا لجميع الاوساط السياسية والشعبية. والذين يقدمون على العبث الامني لم يراعوا حرمة العيد ومعانيه ومقاصده، وقد نغصت مناطق عكار والمنية وطرابلس عدة حوادث امنية، كافية لأن تبادر المراجع المختصة الى المسارعة لوضع خطة امنية جديدة شاملة تحد من الفوضى والفلتان.
ففي طرابلس اعتداء على كادر طبي وتمريضي في المستشفى الاسلامي، واطلاق رصاص في محلة القبة اودى بحياة شاب، وفي عكار عثر على شاب مخنوقا في بلدة مجدلا، وعلى شاب آخر مخنوقا في خراج بلدة الشيخ محمد، وكلاهما بظروف غامضة. هذا، عدا عن حوادث السير التي ارتفع عددها في العيد جراء التهور واللامسؤولية...
الملف الامني في الشمال بحد ذاته، يشكل حالة قلق وذعر ومطلب ملح، ودعوة الاجهزة الامنية الى الامساك به واتخاذ الاجراءات الكفيلة ببسط الامن والسلام في ربوع الشمال.