معركة جنين مرحلة والهدف أبعد من ذلك بكثير!
مرسال الترسيُجمع المراقبون على أن ما حصل في جنين ومخيمها خلال الأيام القليلة الماضية هو إنتصار لمنطق المقاومة القادرة على كسر إرادة العدو .
من منطلق أن العدو الاسرائيلي لم يحقق هدفه في إستئصال المقاومة في هذه النقطة من الأراضي المحتلة أو على الأقل شل قدرتها على إشغاله أو تسجيل نقاط في عرينه ساعة ترى ذلك مناسباً.
فذاك الجيش العدو الذي سجل إنتصارات في بضعة حروب طاحنة مع جيوش عربية سارع بعدها إلى رفع شعار "الجيش الذي لا يُقهر" فإنه يتحول منذ تقهقهره منسحباً من لبنان في العام ألفين إلى ما يشبه الشرطة المحلية التي تقف عاجزة عن إحتواء إضطرابات شعبية وهو بذلك فقد قدرة المبادرة وفرض أجندته على الساحات (على الأقل جنوب لبنان وقطاع غزة) بل تحوّل إلى شرطة تمارس ردة الفعل على مواطنين أحياناً كثيرة هم عُزّل بما تملك من قوة عسكرية، كادت أن تصنّف يوماً بأقوى رابع جيش في العالم!
فخلال خمسة عشر سنة من العام 1967 وحتى العام 1982 انتصر في ثلاثة حروب فعلية وإحتل أول عاصمة عربية وهي بيروت.
وها هو اليوم بعد ثلاثة وعشرين عاماً على إنسحابه القسري من لبنان يشاهد الصواريخ تتساقط على عاصمته تل أبيب، وعلى مسيّراته تتهاوى أو يتم إخضاعها في الجنوب اللبناني أو جنين، وأقصى ما يمكن القيام به قيام طيرانه الحديث جداً بإطلاق الصواريخ عن بعد عشرات الكيلومترات محاذراً الخوض بأية مغامرة مباشرة إلاّ على بعض المواقع في أراضي غزة والضفة الغربية المحتلة.
اللافت أنه على هامش الحملة العسكرية على مخيم جنين (التي لم تحقق أهدافها) سجّل المستوطنون اليهود محاولة إقتحام جديدة للمسجد الأقصى في القدس المحتلة لتكريس واقع ديني جديد في هذه النقطة المحورية على صعيد الأديان السماوية علّهم يحققون الحلم الصهيوني المتمثل بهدم هذا "القبلة" الإسلامية وإعادة بناء معبد سليمان مكانه كما يحلم كل يهودي.
وهنا يتذكر كثيرون ما قاله يوماً الجنرال الاسرائيلي الشهير موشي ديان :"إن أكبر خطأ تاريخي ارتكبه في تاريخه العسكري الذي خدم الإستراتيجيات الصهيونية أنه لم يهدم المسجد الأقصى عندما إحتل مدينة القدس".
فهل ما فشل الكيان الصهيوني في تحقيقه خلال قمة جبروته، سيستطيع تحقيقه في زمن إخفاقاته وهزائمه المتتالية مع وجود مقاومة مثالية على أكثر من جبهة؟