النهار: تشغيل مطار القليعات على نار حامية
كتب إبراهيم بيرم
أحزان” الشمال على تنوّعها حملها أول من أمس وفد من “كتلة الاعتدال الوطني” التي تضم كما هو معلوم عشرة نواب يمثلون مختلف ألوان الطيف السياسي والطائفي الشمالي، إلى السرايا الحكومية. وعلى مدى ما يزيد عن ساعة ونصف الساعة نقل أعضاء الوفد إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كل مطالب الشمال وشجونه وما أكثرها، مركزين خصوصاً على القضايا التي ينطبق عليها صفة الإنماء، والتي برأيهم ليست من الصنف التعجيزي ولا تحتاج إلى جهد استثنائي وموازنات ضخمة بل إلى همّة وحسم وعزيمة من المسؤولين المعنيين لأن دراساتها الأولية منجزة وقابعة في الأدراج.
يقول عضو الوفد سجيع عطية لـ”النهار”:كان طبيعياً أن نثير مع دولته الكثير من القضايا، لكن آثرنا أن نركّز معه على قضية تشغيل مطار القليعات. ومدخل حديثنا حول هذا الأمر الحيوي كان أن كل الوافدين إلى لبنان في الآونة الأخيرة قد رفعوا أصواتهم عالياً بالشكوى من الازدحام الخانق الذي يلاقونه في مطار بيروت الذي بات عاجزاً عن استقبال هذا العدد الضخم من الوافدين عبره خصوصاً في مطالع الصيف وفي الأعياد.
ولذا عرضنا ما نعرف أن الرئيس ميقاتي يعرفه ويقدّره وهو أن ثمة حلاً بسيطاً وممكناً لهذه الشكوى عبر تشغيل مطار القليعات في عكار”.
ويستطرد عطية: “لا ندّعي أننا أول من يثير هذا الموضوع ويلحّ عليه، فالأكيد أن في حوزة رئاسة الحكومة أكثر من دراسة فنية أعدّتها الجهات المختصة (مجلس الإنماء، وزارة الأشغال) مبنيّة على أساس أن تشغيل هذا المطار لا يلقى اعتراض أي جهة، إذ إنه حاجة وطنية فضلاً عن أن تلك الدراسات الموضوعة بيّنت أن تشغيل هذا المطار لا يحتاج إلى جهود استثنائية وموازنات كبرى، لذا من المعيب أن تطيح الحسابات السياسية الضيقة بكل الفرص التي سنحت لتشغيل هذا المرفق الحيوي، خصوصاً أن التنفيذ يُعد برهاناً عملياً على تطبيق سياسة الإنماء المتوازن التي ينشدها الجميع وتحضر دوماً مع التأزّمات السياسية”.
وهل من نتيجة لهذا الجهد؟ يجيب عطية: “نشهد بأن الرئيس ميقاتي أبدى تفهّماً واهتماماً وحماسة للمضيّ قدماً في هذا المشروع الذي يدرك مدى جدواه، واتصل على الفور بوزير الأشغال العامة علي حميّة طالباً منه تزويده بالملف التفصيلي المعد لهذا المشروع والعمل استهلالاً لتذليل كل ما يحول دون فتح مطار القليعات لاستقبال طائرات الشحن ورحلات التشارتر مقدّمة لتشغيله وفتحه أمام الطيران المدني ورحلات المسافرين”.